“وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” ( التوبة 105).
أعتقد أن المواطن الكويتي الحق هو أيضاً رب الأسرة المثالي. فمن يؤمن بمبادئ وقيم وأهداف المواطنة الحقة, حري به تربية أبنائه على الوفاء والاخلاص لوطنهم الكويت, فإذا نجح ولي الأمر (الأب أو الأم) في غرس قيم الإخلاص والوفاء للوطن في قلوب وعقول أبنائهم فلقد نجحوا في تربيتهم على المواطنة الحقة. بل أن المواطن الكويتي الحق لا يتردد إطلاقاً في غرس قيم الولاء والانتماء للوطن في أذهان وقلوب أبنائه لأنه يدرك أهمية امتلاك أجيال الكويت الجديدة حساً وطنياً نبيلاً ورفيع المستوى, فالوفاء والاخلاص للوطن يدلان على سلوكيات إيجابية للغاية ويؤديان إلى تشجيع الأبناء على الالتزام بقيم العمل الصادق وتقدير قيمة الوقت. بل سوف يؤدي غرس مبادئ الوفاء والاخلاص للكويت في قلوب وأذهان الأبناء في الصغر إلى تمكنهم لاحقاً من ربط إنجازاتهم الحياتية بما يمكن لهم أن يقدموه من خدمات ونجاحات لوطنهم.
بل أن تربية صغار السن والمراهقين على الوفاء والاخلاص للكويت سيساعدهم على تكوين وبلورة أهدافهم الحياتية وخططهم المستقبلية, فمن يدرك منذ صغر سنه أن إحدى أولوياته الحياتية ممارسة الوفاء والاخلاص لوطنه سوف ينجح بشكل أو بآخر في تحقيق نجاحات شخصية ترتبط بشكل مباشر بممارسة مواطنة كويتية إيجابية وهادفة.
إضافة إلى ذلك: تربية الأبناء على الوفاء والاخلاص لوطنهم ولمجتمعهم المتماسك ولقيادتهم الحكيمة ستؤدي أيضاً إلى رفع شأن الحس الوطني النبيل في قلوب أجيال الكويت الجديدة. فما نحتاجه حالياً في عالم متغير هو تمكن ونجاح الأجيال الكويتية الجديدة من ربط مواطنتهم الحقة بما يمكن لهم تحقيقه لوطنهم. فالإنسان المخلص لوطنه هو من سيحاول قدر ما يستطيع ممارسة حياة منظمة ويلتزم بقوانين بلاده, ويحترم ثوابتها الوطنية, ويفتخر بهويته الوطنية. فالوفاء والاخلاص للكويت هما معياران اخلاقيان ثابتان لا يتغيران, ويمكنان الفرد السوي من اختيار أساليب حياة إيجابية تربط وجوده وكيانه الإنساني بما يمكن له أن يقدمه من خدمات لوطنه. فعلاقة المواطن الحق بوطنه الكويت هي علاقة استثنائية وتتجاوز الأهواء الشخصانية لأنها تتعلق بما يشترك فيه جميع الكويتيين: إخلاصهم ووفائهم للكويت, واعتناقهم حساً وطنياً شاملاً, واحترام الكويتيين لقوانين بلادهم واعتزازهم بما يميزهم عن الآخرين: الانتماء لوطن كويتي يجمع كل الكويتيين بلا استثناء.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق