محمد العبدالجادر: 1011

عنوان المقالة رقم جاف، ولكنه رقم صعب بالنسبة لي، وهو ألف وأحد عشر صوتاً تشرفت بفخر واعتزاز بالحصول عليها في انتخابات رمضان 2013 التي جرت أخيراً. وأتشرف بأنني قمت فيها بواجبي الوطني بالمشاركة، ترشحاً وانتخاباً، رغم محاولات البعض التشكيك في هذه المشاركة، وسعي البعض للمنع. وستثبت الأيام قصر وجهات النظر السياسية لهذا الرأي.

وقناعتي كانت بالمشاركة، رغم الملاحظات التي نحملها على مرسوم الصوت الواحد، الذي حصنته المحكمة الدستورية، والذي واجهنا فيه انتخابات فئوية وطائفية وقبلية، احرجت فيها العائلة الواحدة، وتضاربت الطائفة، وتقسمت القبيلة باسم التشاور، وكانت رائحة المال السياسي تزكم الأنوف. ولكن هذه الأمراض والعلل موجودة وليست بجديدة على العملية الانتخابية ولن تتوقف في هذه الحملة الانتخابية، علاجها أشمل ومن خلال قناعة بين الجميع في نظام انتخابي وجماعات سياسية وثقافة مجتمع بحق الاختلاف، ولدينا فرصة في من نتوسم بهم خيراً من الشباب الذين وصلوا الى المجلس للتغيير من الداخل وبالتعاون مع الحكومة في مشروع مدروس.

1011 صوتاً يعجز الإنسان عن شكرهم خرجوا في يوم رمضاني طويل ليصوتوا خارج اطار الفئة والقبيلة والعائلة. والشكر لمن اراد ان يعفينا من المسؤولية لكي اعود الى مجتمعي الاصغر رب أسرة كويتية، وصديقاً وأخاً وكاتباً في هذه الزاوية، فالحياة معترك كبير وتتسع الجميع وليست محصورة في زاوية معينة، وقد خسر من قبلنا ومعنا رجال يدين لهم الوطن بالعمل الكبير. اقول هذا الكلام من باب الرد على من قصر فهمه على ان النجاح والفشل ليسا تنافساً شريفاً من اجل الوطن انما يفهمه بمفهوم ضيق هو التشفي في الآخرين.

أفخر بأنني مارست بالأمس ممارسة ديموقراطية راقية وحصلت على ثقة واصوات نظيفة، وكنت متناسقاً مع قناعتي ونفسي، مفتخراً بالشباب، والشباب الذين عملوا في حملتنا رغم كل الظروف، مقتنعاً بأننا جزء من تاريخ بلدنا وجزء من العملية السياسية التي تمت رغم كل المنغصات بحلوها ومرها، وان الأيام وعقارب الساعة لن تتوقف عجلتها. من قبل ولا من بعد.

د. محمد عبدالله العبدالجادر
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.