أتابع يومياً برنامج “خواطر” للشاب السعودي المتجدد أحمد الشقيري، هو ذكي لأنه استطاع نقد الأنظمة العربية والشعوب المسلمة دون الخوض في أحد المحرمات الثلاثة، وهي السياسة التي فرقتنا وأباحت دماءنا في كل الفصول، ولا سيما الربيع!
“خواطر” وصاحبه أحمد- مع حفظ الألقاب- برنامج محفز جداً، خصوصاً للشباب الذين لم يتلوثوا بالأجواء المقيتة من حولنا، ومنها الإحباط ومن يمارسونه من حولنا يومياً بأيديهم وألسنتهم، فأفكاره جميلة ومختارة بعناية، وتصبّ كلها في المعاني السامية للشرائع السماوية والإنسانية النبيلة كالنظام والإتقان والتفكير المستقبلي والإصرار وغيرها من المعاني.
“خواطر” أيضاً، كشف الكثير من البرامج الأخرى التي تزاحمنا في رمضان، وعرّاها من خلال مضامين الحلقات التي يتحفنا بها أحمد كل ليلة وطريقته المبتكرة، وهو بالمناسبة خفيف الظل، ويجب أن يكون كذلك خصوصاً بعد وجبة الإفطار الدسمة!
استطاع الشاب أحمد أيضاً وبنجاح أن يبتعد عن أسلوب البرامج التقليدية التي راجت قبل عشر سنوات من قبل مجموعة من الشبان المتدينين الذين حاولوا تقديم المضامين الدينية بطريقة عصرية، حيث لم يصمد منهم إلا النادر كعمرو خالد الذي حاد عن الخطاب الديني الكلاسيكي فنجا بجمهوره.
الشقيري يعرض لقيم إنسانية عامة تصلح لجميع البشر في هذا الكون، وهو لا يتحدث عن الإسلام أو أي دين آخر، ولو أنه انخرط في هذا الخطاب لما سمعه أحد.
“خواطر” برنامج تلفزيوني مميز، يذهب إلى الحقل والموقع لا الأستديو، محفّز ومحبّب، لا يتكلم عن أشخاص، يثير الأسى على حال الأمة العربية عبر إسقاطاته غير المباشرة لأمة تملك ثروات هائلة جداً وملايين من البشر لكنها عاجزة، وفي ذيل الأمم تتكالب عليها المصائب من الخارج والداخل… فكل الشكر لخواطرك الجميلة يا أحمد.
المصدر جريدة الجريدة
قم بكتابة اول تعليق