سبحان الله في اسبوع غيب الموت فيه اثنين من الأعلام في تاريخ الكويت الاستاذ سليمان المطوع مدرسنا للغة الإنكليزية في ثانوية الشويخ، ومشرف دارنا في الداخلي، وأحد التربويين الافذاذ الذين جعلونا نحب دروسهم لما كانت تتمتع به من قوة في الطرح وبساطة في الاسلوب وعفوية، لم يعاملنا كطلبة طيلة أيام الدراسة بل كأصدقاء وزملاء. كان يحكي لنا عن أيام الدراسة في انكلترا آنذاك، وكأنه يروي عن قصص «الف ليلة وليلة». كان، رحمه الله، ذا خيال واسع وابتسامة دائمة لم تفارقه حتى وهو في أحلك أيام مرضه، لم تغره المناصب التي تقلدها كناظر ومسؤول كبير في شركة نفط الكويت، ووزير ،وبقي كما هو نظيفاً نقيا متواضعا يجسد اخلاق اهل الكويت الاصليين، رحمه الله واسكنه فسيح جناته.
العلم الآخر هو الاخ أنور النوري، عرفته امينا عاما لجامعة الكويت، وكنت يومها قد عدت من الولايات المتحدة بعد الانتهاء من الدراسات العليا بعدما ابتعثت من قبل الجامعة كمعيد بعثة، حيث لم تكن كلية الطب قد افتتحت بعد، لذلك خيرني الاخ انور بين الانتقال الى وزارة الصحة أو أي مكان اختاره، ولكنه اشار الى ان شركة الكيماويات البترولية تطلب رئيسا للخدمات الصحية في ذلك الوقت، فانتقلت الى الشركة، ومنذ ذلك الوقت دامت صداقتنا الى يوم وفاته، كان، رحمه الله، اذا تحدث وجدته حكيما، واذا غضب كان حليما، تقلد كثيرا من المناصب الوزارية وترك الوزارة مفضلا العمل في القطاع الخاص، كان، رحمه الله، لا يتوانى عن مساعدة أي انسان يلجأ اليه، عملت معه في وزارة الصحة فكان من خيرة الوزراء الذين تعاملت معهم، ورغم مرضه العضال فانه لم يفقد روحه وعزمه، فكان زميلاً لنا في الصفحة الاخيرة في جريدة القبس يعطي من خبرته وتجاربه الشيء الكثير. رحمه الله رحمة واسعة وادخله فسيح جناته، اللهم آمين.
د. صلاح العتيقي
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق