عبداللطيف الدعيج: البعض يفضِّلها صباحية

افتتاحيتنا في القبس يوم أمس كانت متفائلة جداً، معلقة آمالاً كبيرة على التشكيل الحكومي. يبدو واضحا أنها كُتبت قبل التشكيل الحكومي، وحتى أُعدت قبل إشاعات التزوير. هذا كان خطأ مطبعياً، لكن بدا لي حقيقة من الأفضل أن تستمر بدلا من أن تصحح، لأن «التوزير» هنا هو في حقيقته تزوير يعكس فقط رغبة السلطة وأهل القوة، وليس الرغبة الشعبية أو توجهات الناخبين، فهذه تزوّر لمصلحة المحاصصة، وكسبا لتأييد ورضا من يدّعي النفوذ. الافتتاحية كان عليها أن تنتظر وأن تطرح آمالها وتمنياتها بعد رؤية «وجه العنز».

نحن عارضنا بشدة المطالبة الساذجة بحكومة برلمانية او شعبية او منتخبة، حسب وصف البعض. لأن فكرتها أصلا طُرحت من قبل مجاميع معادية للديموقراطية وحتى للبرلمان، مما يعني أنها توجّه انتهازي يستهدف اقتناص الفرصة وتحقيق مكاسب فئوية وربما شخصية بسبب أحداث الفترة الماضية على حساب مصلحة المجموع. لكننا لم نرفضها لأنها غير دستورية أو غير منطقية أو ضرورية.

الحكومة البرلمانية، أي التي تعكس وجهة نتائج صناديق الانتخابات وتوجهات الناس وتمثل مصالحهم، هي مطلب ديموقراطي، وهي هنا حق دستوري نصّت عليه مواد الدستور، وأكدته المذكرة التفسيرية التي جعلت مشاركة أبناء الاسرة في الحكم «الاستثناء» وليس الأصل. فالحكم للأمة صاحبة السيادة التي تمارس وفقا للدستور، ليس وفقا لأحلام ساحة الإرادة، وبالتأكيد أيضا ليس وفقا لأحلام أصحاب المصالح والطموح في الأسرة الحاكمة.

من غير المعقول أنه بعد أكثر من نصف قرن من الممارسة الديموقراطية، ومن شبه «الاستقرار» للنظام الديموقراطي الذي لم تعكر صفوه غير سلوكيات بعض أطراف القوى في الأسرة الحاكمة، من غير المعقول بعد كل هذا ان نرجع «قري». كان عندنا في وقت ما ستة وزراء منتخبين، وعدد قليل من أبناء الأسرة الحاكمة. اليوم عندنا ستة وزراء من ابناء الاسرة وعدد قليل من ابناء الكويتيين. من زمان ونحن ننادي بتحرير ما يسمى بوزارات السيادة من هيمنة الاسرة الحاكمة، وتشكيل حكومة كويتية من ابناء الكويت جميعا، بمن فيهم أبناء العائلة الحاكمة.. اليوم «منّوا» علينا بالإعلام.. استردوها.

عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.