تعتبر العاصمة مركزا تجاريا وسياحيا مهما لأي دولة في العالم، باستثناء دولة حكومتنا الموقرة، التي ما زالت عاجزة عن وضع خارطة عمل لتجديد منطقة العاصمة، من حيث توفير البنى التحتية والشوارع الواسعة والحدائق الخضراء ودور السينما العملاقة وقاعات الاوبرا، والكثير مما تحتاجه أي عاصمة في العالم، كي تكون جذابة لكل مواطن وزائر، حيث ومع كل الأسف تعتبر منطقة العاصمة بعد الساعة السادسة مساء مدينة أشباح، تخلو من المارة، باستثناء سوق المباركية وبعض الأماكن المخصصة للمطاعم والمقاهي، والسبب يعود الى انعدام كل الأدوات والسبل التي لا بد من توافرها في منطقة العاصمة، ان مساحة منطقة العاصمة ليست بالمساحة التي يصعب حصرها، حيث انها بعيدة نوعا ما عن المساحات الصحراوية الكثيفة، ويحيطها البحر بأكثر من جانب، وتوجد بها أغلب الوزارات المهمة والحساسة في البلد، بالاضافة الى وجود مجلس الأمة ومجلس الوزراء والبورصة وأغلب البنوك المحلية والعالمية، بالاضافة الى طفرة الأبراج التجارية في العاصمة، ناهيك عن بعض المجمعات التجارية والترفيهية، لذا كان من الواجب على الحكومة أن تعمل ليل نهار وعلى مدى 24 ساعة متواصلة، في سبيل حل جميع المشاكل التي تعيق تطور منطقة العاصمة، ووصولها الى مرتبة عاصمة تستحق الاحترام!
ان منطقة العاصمة مقسمة الى أربعة أقسام «القبلة، المرقاب، الشرق، والمقوع»، بالاضافة الى منطقة دسمان والمنطقة المحيطة بالمستشفى الأميري، ووسط هذا لا تزال منطقة الشرق الصناعية موجودة في زيادة رقعة اللوحة القبيحة للعاصمة، حيث تعتبر صناعية الشرق من أحد أهم الأسباب في تلوث المنطقة، وفي ازدياد ظاهرة الازدحام المروري، وقد نبهنا أكثر من مرة على ضرورة ايجاد الموقع البديل لمستثمري تلك القسائم، ولكن من دون أن نسمع اي ردود!
ان الدول المجاورة للكويت، وبالأخص دولة قطر ودولة الامارات العربية المتحدة، أخذت على عاتقها تطوير عواصمها، والملاحظ لنا من خلال اقامة الدورات الرياضية العالمية لمختلف الأنشطة أو المهرجات الفنية والغنائية، والكثير من المؤتمرات والمعارض ذات الطابع العالمي، لسبب معين وهو وجود قرار سيادي وسياسي في الوقت نفسه بتحويل تلك العواصم الى مناطق جاذبة للسياح الأجانب في المقام الأول، ومن ثم للمواطن في المقام الثاني، الا انه مع الأسف حكومتنا الرشيدة لا تريد السائح الأجنبي ولا السائح المواطن، بل هل تبحث عن السائح الذي يذهب ولا يعود!
ولو نظرنا الى الادوات اللازمة لتحويل العاصمة الى منطقة جاذبة وفعالة لوجدنا أن كل الأدوات متوافرة من حيث السيولة المالية العالية، والمكاتب الهندسية المتخصصة وشركات المقاولات العالمية، بالاضافة الى الموارد البشرية التي تمتلك من الابداع والفكر، الذي نستطيع ان ننافس به دول كثيرة في المنطقة، الا ان الروتين الحكومي وانعدام القرار وتخبط وزارات الدولة، وغياب التشريعات اللازمة من أهل الاختصاص، تبقى هي الأسباب الحقيقية لما تعاني منه العاصمة من شيخوخة مبكرة!
وبعد العرس الانتخابي الذي عاشته الكويت وسط الأجواء المباركة في شهر رمضان المبارك، ووصول مرشحين يحملون الصبغة القبلية والمذهبية والعنصرية واللصوصية، لا أجد نفسي متفائلا في تحريك المياه الراكدة في ملف تطوير العاصمة، غير أن الأمل يكمن في وجود قرار سيادي من السلطة في نبش تلك الملفات، وإخراجها من الأدراج المغلقة وازاحة بعض الأشخاص الديناصوريين من على تلك الكراسي، الذين لم نستفد منهم سوى التصريحات ولا شيء غيرها!
نقطة أخيرة أود ان اذكرها في أن هناك عادة أصبحت متلازمة مع كل عرس انتخابي، بحيث يقوم أحد المرشحين بالصراخ بصوت عالٍ بكلمة «تكفون» في وجه الضيوف والناخبين، في محاولة منه لاستدراج عواطفهم وشحذ هممهم للتصويت له بالانتخابات، فحبذا لو أن الشعب يصرخ بوجه الحكومة وبصوت عالٍ بعبارة «تكفون» العاصمة طوروها.. لعلها تعمل شيئا يذكر!
والله من وراء القصد.
ودمتم بخير
أحمد النبهان
مدير عام المؤشر دوت كوم للخدمات العقاريةA.ALNABHAN@ALMOASHER-RE.COM
@almoasherdotcom
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق