احمد الجارالله: اعملوا بمنهج الأمير

النطق السامي في افتتاح الفصل التشريعي الرابع عشر لمجلس الامة, يكمل مع خطب سمو الأمير السابقة منهج العمل الوطني الواجب ان تسير عليه مؤسسات الدولة كافة, لتحقيق تطلعات سموه والكويتيين في كويت مستقرة متعافية ومنتجة محافظة على مكانتها الريادية بين الدول.
اليوم لم يعد للجميع أي مبرر لعدم العمل, فقد أزال سمو الأمير كل غشاوة عن الأعين, وذلّل عقبات الطريق الى الانجاز وتطبيق القانون على الكبير قبل الصغير, وترجم ذلك منذ وعده المواطنين عندما جددوا البيعة له في اللقاءات التي تزامنت مع الحراك السيئ الذي أثاره غرباء سعيا منهم الى إدخال الكويت جحيم الخراب والاحتراب, كما هي الحال في دول عربية عدة, فكان الالتفاف الشعبي حول القيادة السياسية إيفاء لوعد الانتماء الى الوطن والتزاما بمواقف سمو ولي الأمر الثابتة في إبعاد الكويت عن تجرع الكؤوس المرة, وترسيخ مسيرتها الديمقراطية بالمزيد من تطبيق القانون” من دون إفراط او تفريط”, فالعدل أساس الملك وأساس الدول المستقرة.
لا شك ان “الكويت الحرة الأبية” لا يمكن ان تحافظ على حريتها تلك إلا من خلال سد كل الثغرات التي يمكن للغرباء التسلل منها للعبث بالنسيج الوطني, وذلك يبدأ من الاصلاح الاداري ومكافحة الفساد, فلا محسوبية على حساب الكفاءة, ولا هدر لوقت المؤسسة التشريعية من خلال كيدية الاستجوابات, وكذلك لا تعسف حكومياً او تجاهلاً لمجلس الامة, لان ذلك لا يؤدي الى تعاون مثمر بين السلطتين, فحتى “تظل الكويت حرة أبية, دولة المؤسسات والدستور وسيادة القانون والقضاء النزيه العادل, وبلد الأمن والأمان والرفاه, وديرة التراحم والتسامح, وأرض الحرية والكرامة الإنسانية”, لا بد من تعاون حقيقي بين المؤسستين, ليس فقط من اجل إعادتها الى سابق عهدها من الازدهار, بل في سبيل تطويرها وتنميتها لترث الاجيال القادمة دولة قوية قادرة على مواكبة تطورات العصر.
نعم, لا بد من العودة الى عهد معالجة الامور بالنوايا الصافية وليس بمفردات ثقافة الشك التي حاول ترسيخها بعض ضعاف النفوس الذين وهبوا أنفسهم للشيطان ينفث من خلالهم سمّه الزعاف في المجتمع, لكن الله وحكمة القيادة السياسية أحبطا أعمالهم, ووعي الشعب بمخاطرهم أدى الى نبذهم, فكان الخسران نصيبهم.
الكويت اليوم تدخل مرحلة جديدة من العمل والبناء, مرحلة لا تقبل فيها الاعذار والتقاعس بل تتسع لكل المتعاونين بصدق على نهضة البلاد حيث تذوب الانتماءات القبلية والطائفية, فالكويت, لمن فيها ولأهلها, ورشة عمل واحدة, لا مكان فيها للغرباء الذين يحرضون الناس على الفتن, ولا للغربان والبوم لينعقوا بالخراب, فمثلما كانت صخرة تكسّر عليها الغزاة, فإنها اليوم سور تتحطم أمامه كل حملات التفتيت, وستبقى بفضل القيادة الرشيدة والتلاحم الشعبي مثالا للاستقرار والمحبة والوحدة.
حان وقت العمل فـ”حي على الفلاح” اذا كنتم تريدون كويت العز.

أحمد الجارالله

المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.