“مكتبة الباطين” تصدر الجزء العاشر من سلسلة “نوادر النوادر من الكتب”

 

أصدرت مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي الجزء العاشر من سلسلة (نوادر النوادر من الكتب) التي من خلالها تكشف المكتبة عما تحتويه من روائع الكتب في مختلف العلوم.
ويحتوي هذا الجزء تعريفا وافيا بثمانين من الكتب النادرة وقد رتبت حسب الأقدمية الزمنية لطباعتها حيث ان عشرة كتب منها في هذا الجزء قد طبعت في أواخر القرن التاسع عشر وبقية الكتب طبعت خلال النصف الأول من القرن العشرين.
ويعتبر أقدم المؤلفات طباعة في هذا الإصدار (ديوان معتوق بن شهاب الموسوي) المتوفى سنة 1087هجرية – 1676 ميلادية وقد طبع الديوان في القاهرة سنة 1280هجرية — 1863 ميلادية ويحتوي الديوان الذي جمعه ابن الشاعر على القصائد التي نظمها معتوق وهي تحمل نموذجا للشعر في القرن الحادي عشر الهجري بكل قسماته.
كما يتضمن الجزء مجموعة مهمة من روائع التراث العربي من أبرزها مقدمة ابن خلدون وهي المقدمة التي أسست لعلم جديد هو علم العمران البشري وقد حاول المؤلف في هذه المقدمة أن يستخلص من خلال خبرته السياسية الطويلة القوانين التي تتحكم في قيام الدول واندثارها وما تزال هذه المقدمة تحتفظ بقيمتها وتدور حولها الكثير من الدراسات والندوات.
ومن الكتب ذات الدلالة الخاصة كتاب (التيجان في ملوك حمير) الذي ألفه وهب بن منبه في نهاية القرن الأول الهجري ولذا يعد من أقدم المؤلفات العربية والكتاب يؤرخ تاريخ اليمن القديم لا من خلال الوقائع الثابتة بل من خلال ما ترسب في الخيال الشعبي من هذا التاريخ فأصبح الكتاب بذلك وثيقة للابداع الشعبي في فترة متقدمة من التاريخ العربي.
ومن الكتب التي تثير الاهتمام في هذا الجزء كتاب (معيد النعم ومبيد النقم) الذي ألفه عبدالوهاب السبكي المتوفى سنة 771 هجرية — 1370 ميلادية والكتاب يقدم صورة شاملة للمجتمع المدني العربي في القرن الثامن الهجري وقد تتبع المؤلف في هذا الكتاب الشرائح الاجتماعية المختلفة من أعلاها (الحكام) الى أدناها (المتسولون) وتعرض الى مراتب الموظفين والمثقفين والمهنيين والمقاولين والعمال مبينا السلبيات التي استوطنت كل فئة من هذه الفئات وما يجب أن تتصف به لانقاذ المجتمع من النقم واعادة النعم إليه ويعتبر هذا الكتاب نموذجا مبكرا للنقد الاجتماعي.
والى جانب الكتب فهناك عدد من الرسائل القيمة من أبرزها رسالتان للامام شمس الدين الذهبي المتوفى سنة 648هجرية — 1348 ميلادية الأولى بعنوان (بيان زغل العلم والطلب) يبين فيها المؤلف العيوب التي يقع فيها أرباب العلوم المختلفة من قراء وفقهاء ونحويين ومعربين وأصوليين ومنطقيين وفلاسفة.
أما الرسالة الثانية فبعنوان (النصيحه الذهبية لابن تيمية) وهي رسالة لا تتجاوز ثلاث صفحات يوجه فيها المؤلف النقد العنيف لابن تيمية على بعض سلوكه وأفكاره ولكن هذا النقد بعيد عن الأمور الشخصية والغرض منه النفع العام ولذا يختم كلامه بهذه العبارة (رضيت منك أن تسبني علانية وتنتفع بمقالتي سرا)

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.