لطالما اعتبرت وزارة الدفاع وزارة سيادية ذات طبيعة حساسة جدا، ولنضع ألف خط تحت «ذات طبيعة حساسة»، واعتبرت دوما مفصل توازن الوزارات السيادية في أي تشكيل حكومي بين أبناء الأسرة الحاكمة.
وطبيعة عمل الوزارة لا يرتبط بالجمهور في مجمل أعمالها، بل دائما ما كانت بعيدة عن دائرة الضوء الإعلامي، عدا في سنوات التجنيد، عندما كانت ترتبط بالجمهور المدني يوما، وانفك هذا الارتباط بعد إلغاء التجنيد.
ولسنوات أيضا وهي وزارة تعتمد على اختيار وزيرها من داخل المؤسسة العسكرية أو مرفقة كحقيبة مع منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، ولم يخرج الاختيار عن هذين المنصبين منذ ما بعد التحرير.
التشكيلة الحكومية الأخيرة جاءت برئيس الأركان العامة للجيش الفريق الركن خالد الجراح نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع، والذي يرى مراقبون أنه اختيار أكثر من موفق بالنسبة للمؤسسة العسكرية، خاصة انه بعيد عن لعبة التوازنات السياسية ويعتبر أحد أبناء المؤسسة العسكرية التي يعرفها من الداخل والخارج أكثر من أي وزير دفاع آخر سبقه.
وقبل التشكيل الحكومي وبعد بروز اسم الفريق الجراح كمرشح لتولي حقيبة الدفاع، ظهرت بعض الاعتراضات على «شخصه» لا على عمله كعسكري، وتبين لاحقا أن هذه الاعتراضات «شخصانية» تماما كتلك التي واجهها وزير الداخلية السابق الشيخ أحمد الحمود خلال فترة عمله، وما يطمئن هو أن الجراح سيكون الرجل المناسب في المكان المناسب هو أن جميع الاعتراضات والانتقادات التي واجهت ما سبق تعيينه هي اعتراضات «شخصانية»، وهي اعتراضات مصدرها عادة جهة نافذة تتحرك بموجب الرفض لمجرد الرفض، لذا ومن خلال قراءة اعتراضاتهم يمكنني القول ودون معرفة مسبقة بالرجل أنه سيقوم بعمل متوازن في المؤسسة العسكرية.
وليس لنا إلا أن نبارك لكل منتسبي الجيش الكويتي بوزير جاء من رحم المؤسسة العسكرية، يعرف بواطن وخوافي أمورها، وسيقوم بالتعديلات التي لطالما انتظرها الجميع بعد أن تأخرت المؤسسة من خارطة التطوير الحكومية لسنوات.
وسنرى خلال الأيام القادمة تغييرا جذريا حميدا في كثير من قطاعات المؤسسة العسكرية التي نفخر بها ونحترم كل فرد منها.
>>>
توضيح الواضح: عندما كنت مجندا في العام 1994 قام آمر لواء بحجزي 3 أيام فقط لأن «شكلي لم يعجبه» بعدها بـ 10 سنوات التقيته في لقاء صحافي وكنت أنا المحاور، وذكرته بالحادثة فقال لي ضاحكا وبشيء من المبالغة: «تصدق.. انت المجند رقم 1000 الذي يبلغني بأمر كهذا
وها أنا أقدم لك الاعتذار رقم 1000 فهل تقبله؟».
Waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق