صلاح الساير: الدعاة الجدد

في أحد أيام العشر الأواخر من شهر رمضان المنصرم عبرت أراضي المملكة العربية السعودية، وبينما كنت أقود سيارتي قبيل غروب الشمس قرب مدينة (العويقلية) لمحت من بعيد أضواء تحذيرية لسيارات الشرطة، فحسبته حاجز تفتيش أمني، غير أني حالما اقتربت من الحاجز شاهدت أفرادا مدنيين يوقفون السيارات العابرة ويتحدثون مع من فيها ويقدمون لهم هدايا.
في التفاصيل كانت «الجمعية الخيرية في مدينة العويقلية» وبالتعاون مع شرطة المرور توزع «إفطار الجوال» في علبة أنيقة تحتوي على طعام وشراب، مكتوب عليها إرشادات مرورية تتعلق بالسلامة، ونصائح سلوكية تحث على عدم رمي المخلفات في الطريق.

شاب سعودي متطوع أعطاني الهدايا وشكرني على ربطي لحزام الأمان وتمنى لي رحلة سفر موفقة.

نشاط تطوعي خيري ديني حضاري بامتياز شاهدته وشهدت عليه وسط طريق دولية تعبرها الشاحنات، والمسافرون والعابرون من جميع الأديان والمذاهب والجنسيات.

لم يسأل الشباب المتطوعون أحدا عن دينه ولم يحدثوا أحدا عن عذاب القبر ولم يوزعوا كتيبات تلعن أحدا، بل قدموا نصائح وإرشادات تنفع جميع البشر، فكانوا بحكمتهم خير دعاة للدين الإسلامي الحنيف.

ربما يكون مثل هذا السلوك الحضاري هو الحكمة المقصودة في قوله سبحانه وتعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) صدق الله العظيم.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.