فاطمة حسين: شكر وامتنان

شكراً للكويت كل الكويت بأرضها وبكل ساكن عليها.
شكراً لقيادتها السياسية بدءاً من:
سمو الأمير المفدى الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله.
سمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد الصباح أطال الله في عمره.
سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح وفقه الله في اداء مهمته الصعبة.
وتوسطاً من: رجال الأسرة الكريمة ونسائها الذين طوقوني بمعروفهم واضاءوا بذلك أيامي الحالكة السواد.
شكراً لرجالات الكويت ونسائها… هذا الشعب الأصيل الذي يلتحم بالشدائد كالبنيان الصلب ولكن من الحب والتعاطف والمشاركة الوجدانية.
شكراً لصحافتنا الورقية التي احتضنت أقلام الناس كل الناس من المحبين وأعطت تلك الأقلام الفرصة للتعبير عن خلجات الفؤاد وإماطة اللثام عن صفات ومناقب المرحوم بإذن الله ومبادراته التي سبقت زمانها واليوم نعض على البنان حسرة وأسفاً على تجاهلها آنذاك.
لعلنا نحفظ الدرس ونبدأ في استيعاب الحداثة التي يأتي بها شباب الوطن حتى لا تدركنا الحسرة مرة أخرى. ونعيد البكاء على اللبن المسكوب.
شكراً لمجلس الأمة الجديد لرئيسه الشاب الواعد مرزوق الغانم ولاعضائه الذين زرعوا الأمل في نفوسنا فعسى أن نرى معهم ما نتوقع.

مشهد لا يفارق خيالي

الموقع غرفة من الطابق الثاني الجناح السادس من مبنى الشيخة بدرية الأحمد الصباح.
هو وأنا في الغرفة وحدنا أواجهه بعد صلاة العصر بعد أن قلبه الممرضون على جنبه الأيسر ليواجه المكان الذي أجلس فيه.
أسند رأسي على ذراعي في ذاك اليوم الرمضاني طلباً لاستراحة القيلولة في مواجهته تماما لكنني في قمة الوعي وهو بادئ في غيابه.. أتحدث إليه- كعادتي- عن الشاردة والواردة- وهو لا يستجيب إلا بأنفاسه فقط لكنني دون تردد أواصل (القرقة) لعله يسمعني.
يدخل الممرض لاداء الروتين، يبدأ بقياس الضغط.. يتأفف ثم يعيد القياس ويتأفف فأسأله ويرد: بالظن بأن الجهاز معطل.. ابتسم له وأقول سوف أطلب من ابني إحضار جهاز الضغط من بيتي مسكينة الحكومة فقيرة ما عندها فلوس تجدد أجهزتها يخرج من الغرفة لإحضار جهاز آخر والنتيجة ذات النتيجة فيخرج لاستدعاء الدكتور (المناوب) وما أن وصل الدكتور حتى أرسل لي رب العزة والجلال كلا من حسام وندى على غير عادتهما وفي توقيت غير التوقيت المعتاد وما هي إلا لحظات شعرت بوجود نوع من الازدحام حول السرير فخرجت إلى الاستراحة القريبة لأترك للطبيب والممرض اداء مهمتهما بلا ضغوط ومعهم ابنتي وابني وما هي إلا لحظات أحسست بها بقبلة حارة من ابني على رأسي يعظم فيها الأجر لي دخلت الغرفة مسرعة وأمسكت برأس حبيبي وضممته إلى صدري وأسمع صوت حسام وكأنه يأتيني من عميق الآبار يقول: لا تبكي الملائكة في هذه اللحظات تسمع الدعاء يقولها وهو يتلو الشهادة في وجه والده وأنا أحضن الرأس بقوة وأتلمس معالم الوجه كالأعمى تماما وأقرّبه من صدري لعلي أبث فيه بعضاً من الدفء الذي أحمل الكثير منه له.
لكنني بدأت أشعر بالحرارة تتسرب من رأس الحبيب شيئاً فشيئاً رغم التصاقي به ومحاولتهم إبعادي عنه.
أظن أنني في تلك اللحظة أتوقع أن ينشق قفص صدري لاحتضانه لكنه القدر كان أقوى مني بكثير فأصابتني رجفة باردة قوية أقعدتني حتى نطق لساني اللهم ثبتني بقولك الثابت حتى انفصل عالمي عن عالمه بعد ثلاثة وخمسين عاماً توشك أن تتم في هذا الشهر عشناها شخصاً واحداً، فاليوم أنا أشعر بأنني قد أصبحت نصف شخص بعد أن انتزعت مني (المنون) نصفي الآخر.

فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.