صرّح وكيل الوزارة المساعد لشؤون الصحة العامة د.قيس الدويري بأن وزارة الصحة تستعد حاليا بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية (WHO) لإجراء مسح صحي لعوامل الخطورة للأمراض المزمنة غير المعدية وفي مقدمتها التدخين والتغذية غير الصحية والخمول الجسماني والسمنة وزيادة الوزن والتي تؤدي إلى الإصابة بمرض السكر وأمراض القلب والشرايين والأمراض التنفسية المزمنة والسرطان.
ويهدف المسح الصحي إلى تحديد معدلات انتشار تلك الأمراض المزمنة وعوامل الخطورة بالمجتمع الكويتي وتحديث قاعدة المعلومات الصحية بهذا الشأن بما تتمكن معه الوزارة من وضع وتطوير ومتابعة تنفيذ البرامج والاستراتيجيات الوطنية للتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية والوقاية منها.
وأضاف د.قيس الدويري بأن المسح الصحي الذي تستعد وزارة الصحة لتنفيذه بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية سيتم على عينة ممثلة للمجتمع الكويتي للذكور والإناث الذين تتراوح أعمارهم بين 18و69 سنة بالمحافظات المختلفة، وسيتم تحديد أسماء العينة المستهدفة بالتنسيق مع الهيئة العامة للمعلومات المدنية ووفقا لمعايير اختيار العينة العشوائية التي حددتها منظمة الصحة العالمية.
واستطرد وكيل الوزارة المساعد لشؤون الصحة العامة بأن المسح الصحي يعتبر امتدادا للمسح الذي أجرته الوزارة من قبل ونشر تقريره النهائي عام 2008، وهو ما دعا الوزارة للمضي قدما نحو تحديث البيانات والمعلومات المنشورة بالدراسة السابقة ونظرا لمضي أكثر من 5 سنوات على نشر الدراسة السابقة التي عرفت آنذاك بدراسة شبكة إيمان EMAN.
وحول طريقة إجراء المسح الصحي، أضاف بأن الوزارة تقوم حاليا باختيار فرق الباحثين الذي سيكلفون بإجراء المسح الصحي، حيث يضم الفريق بكل منطقة صحية أطباء وهيئة تمريضية واختصاصيي تغذية وخدمة اجتماعية وفنيي مختبرات طبية، وسيتم تدريب فريق البحث بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية(WHO).
كما سيتم إجراء مقابلات شخصية مع أفراد المجتمع الكويتي الذين سيشاركون بالمسح الصحي بالإضافة إلى الفحص الطبي وقياسات الوزن والطول وتقييم معدلات زيادة الوزن والسمنة وإجراء التحاليل المخبرية لتحديد مستوى السكر بالدم ومستوى الكوليسترول والدهون والاكتشاف المبكر للإصابة بالسكر أو بارتفاع ضغط الدم أو السمنة وزيادة الوزن.
كما أوضح د.قيس الدويري أن مشروع المسح الصحي لعوامل الخطورة للأمراض المزمنة غير المعدية المعروف بدراسة «STEPs» يتم تنفيذه على مستوى منظمة الصحة العالمية ضمن خطة العمل العالمية للتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية التي اعتمدتها منظمة الصحة العالمية باجتماع الجمعية العامة للمنظمة المنعقد في جنيف في شهر مايو 2013 وضمن التزامات الدول الأعضاء بالمنظمة لتنفيذ الإعلان السياسي الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2011 للوقاية من والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية باعتبارها مشكلة صحية ذات أولوية تنموية نظرا لتداعياتها على النظم الصحية والخطط والبرامج الإنمائية.
واختتم وكيل الوزارة المساعد لشؤون الصحة العامة تصريحه بالإعراب عن تفاؤله بشأن الخطوات الرائدة التي اتخذتها الكويت بشأن التصدي للأمراض المزمنة غير المعدية، موضحا أن إعلان الكويت الذي صدر عن الاجتماع التشاوري الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بإقليم شرق المتوسط WHO – EMRO يعتبر أحد الوثائق المرجعية المهمة لخطة العمل العالمية والإقليمية لبرامج الوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها، بالإضافة إلى أن وزارة الصحة لديها العديد من البرامج والاستراتيجيات الوقائية والعلاجية والتأهيلية والتلطيفية بهذا الشأن ويتم تنفيذها بالتعاون مع مختلف وزارات الدولة والجهات الحكومية وهيئات ومنظمات المجتمع المدني تطبيقا لفلسفة ومبادئ دمج السياسات الصحية ضمن جميع السياسات والبرامج الإنمائية والمسؤولية المشتركة عن الصحة باعتبارها محورا رئيسيا للتنمية الشاملة.
وبدورها فقد كشفت د.رحاب الوطيان ـ مديرة الإدارة المركزية للرعاية الصحية الأولية عن اختيار مركز صحي بكل منطقة صحية بالتنسيق مع مديري المناطق الصحية وذلك لإجراء المسح الصحي واستقبال أفراد العينة المستهدفة بالدراسة به وإجراء المقابلات والفحوصات الطبية والمخبرية من جانب فريق الباحثين.
وأضافت د.رحاب الوطيان بأن البنية الأساسية لمنظومة الرعاية الصحية الأولية بالكويت تعتبر قاعدة صلبة ومناسبة لتنفيذ المسح الصحي والبرامج الوقائية والعلاجية والتأهيلية للتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية واستطردت بأن برامج الرعاية الصحية الأولية تولي اهتماما بالتصدي للسكر وللأمراض المزمنة وللبرامج التدريبية للأطباء بالإضافة إلى تطبيق الملف الإلكتروني بمراكز الرعاية الصحية الأولية ومشاركة أطباء الرعاية الصحية الأولية بعيادات وبرامج تعزيز الصحة والاكتشاف المبكر للأمراض المزمنة والمسوحات الصحية.
وأوضحت د.رحاب الوطيان أن الوزارة ومن خلال عضويتها بالبرامج الصحية الخليجية والإقليمية تحرص على التحديث المستمر لمنظومة الرعاية الصحية الأولية ودعم قدرات المراكز الصحية لمواجهة تحديات التصدي للأمراض المزمنة غير المعدية وعوامل الخطورة ذات العلاقة.
قم بكتابة اول تعليق