ذعار الرشيدي: شكراً الخرافي .. ولكننا لم ننتبه

في زحمة الفرحة بإقالة الحكومة وحل مجلس الأمة وفوضى نشوة الانتصار التي أعقبت الحديثين، خرج جاسم الخرافي وقبل ساعات من إعلان حل المجلس وسط توقعات بقرب الحل وحذر بشكل واضح وجلي من أن إجراء الحل في تلك الظروف غير دستوري وقال ما نصه: «ان حل المجلس يجب ان تسبقه الإجراءات الدستورية الصحيحة من قبل الحكومة كي لا نقع في المحظور، ونكرر الخطأ الذي حصل بأداء رئيس الحكومة الجديد الشيخ جابر المبارك اليمين الدستورية منفردا ومن دون أعضاء الحكومة الجديدة، ويجب أن يكون الإجراء الدستوري لحل مجلس الأمة يتطلب تشكيل الحكومة الجديدة، وقيام مجلس الوزراء بعد ذلك برفع كتاب الى صاحب السمو الأمير يحدد فيه مبررات طلبه حل المجلس». جملة التحذير التي أطلقها بو عبدالمحسن يومها ضاعت بين فوضى تصريحات الانتصار الذي شربنا مقلبه جميعا «علينا بالعافية ونعيش وناكل غيرها»، بل إن بعض من رفض حتى أن يسمعها قال ان هذا تصريح رئيس مجلس فقد منصبه كرئيس أهم سلطة تشريعية في البلد، وجملته تلك التي نسيها الكثير أو تناساها وأغفلها وأهملها معظمنا، كانت هي الحقيقة المطلقة في خضم الأشهر الستة الماضية، وجملته التي أطلقها على عجالة في تصريحه قبل الحل بساعات، كانت هي ما استندت إليه المحكمة الدستورية في سببيها الأولين للحكم ببطلان حل مجلس 2009، فالحكومة يومها لم تكن شرعية تماما كما قال الخرافي، ولكننا لم ننتبه لكلمة حق ضاعت في أودية من نشوة انتصار سياسي، اتضح أنه ليس سوى نصر مؤقت لا أكثر.
الخرافي كان يعلم يقينا ان مرسوم الحل كانت تشوبه شوائب دستورية، ولكن يقينه هذا لم يلق أي صدى، لأن أغلبنا لم يكن يريد أن يسمع سوى صرخة الانتصار الذي لم يكن يعلم أي منا أنه انتصار مؤقت.

احترام القانون واجب، والسير وفق الأطر الدستورية أكثر وجوبا، ولكننا لم ننتبه، والسؤال هنا لماذا لم ينتبه أي من المنتصرين سياسيا يومها إلى كلمة الخرافي؟

عامة لا يهم الآن، فقد حصل ما حصل، وعلينا أن نتعامل مع الواقع، فهناك انتخابات قادمة، واستحقاقات قادمة، ولمن يعتقد أن الانتخابات وإن جرت وفق الدوائر الخمس والعشرين أو العشر ستعيد كفة القبيضة، فإن الشعب سيقول كلمته مرة أخرى ويعيد من يعتقد أنهم الأصلح، وأجزم جزما بأنه مهما فعلت الحكومة ولا النافذون فإن القبضية لن يعودوا، فلم نعد شعبا يمكن أن يخدع لا من معارضة ولا من سلطة.

ما حصل هو درس لابد أن تستفيد منه قوى المعارضة، و«كل طراق بتعلومة» و«كل حل مجلس وأنتم بخير».

توضيح الواضح: إلى جماعة «الأقلية» الذين حفروا أدمغتنا بتصريحاتهم ضد «الأغلبية» أقول: «لا تفرحون بالعرس ترى الطلاق باچر».

Waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.