بندر الظفيري: مؤتمر وطني

قبل التعليق قال بعض المراقبين “هزُلت” , وبعده قالوا “توقفت اللعبة وانفرط عقد اللاعبين” , ومع حكم المحكمة الدستورية بالحل قالوا “انعفست الساحة وصار عاليها واطيها” , كل ذلك خلال ساعات أي قبل أن يستعيد اللاعبون وعيهم من الضربة يعاجلون بأخرى حتى ظهرت عليهم علائم الترنح وحجم الصدمة , وهو بقدر ما يُظهر براعة وحنكة مدير اللعبة يُظهر بالمقابل سذاجة اللاعبين وحدود الأفق الذي يتحركون ضمنه وسبق أن رسموه هم لأنفسهم .
بعض أقطاب المعارضة وفي تعليقه على حكم المحكمة الدستورية قال : “ما حصل اليوم مدبر والأمر أكبر من حكم المحكمة الدستورية ويقود البلاد إلى نفق مظلم” , قطب آخر قال :”ما حدث انقلاب على الدستور والحكومة الخفية مشارك رئيسي في هذا الانقلاب” , وكثيرون غيرهم غمزوا كالعادة من قناة جهات مؤثرة تدير وتلعب بالبلد من بعيد .
بعد كل الذي حصل ألا يحق لنا مطالبة أصحاب هذه الطروحات بقليل من الجرأة وتسمية الأمور بأسمائها , علهم إذا فعلوا وأشاروا بالبنان إلى الجهات المعطلة والتشهير بها أمام الرأي فتنكشف ويتعطل دورها , لكننا بتنا نشك ونميل إلى احتمال من اثنين : إما هم لا يملكون الجرأة الكافية وإما هي شعارات وهمية يرفعونها للتلطي خلفها .
لم تعد البلاد فعلاً تحتمل طروحات استهلاكية ممجوجة ولا ارتجاجات وأزمات مفتعلة , قليل من الرشد المسؤول مطلوب اليوم وليس غداً من طبقة سياسية امتهنت لعب الأولاد في العمل السياسي .
اليوم وبعد سقوط أوراق اللعبة كاملة المطلوب وببساطة شديدة من الجمهور في المدرجات أن يأخذ بناصية الأمور ويبادر إلى تشكيل لجنة وطنية تجمع نحو مئة شخصية مشهود لها وطنيتها ونظافتها , تتداعى إلى مؤتمر وطني تأسيسي يعمل على صياغة ميثاق وطني يحدد ثوابت الأمة بنظام سياسي يحفظ استقرار البلاد ويلبي طموحات الأجيال المنتظرة دورها بالمشاركة في إدارة وطن يشبهها , ويخلص إلى برنامج إصلاحي شامل بما في ذلك قانون انتخابي جديد يحقق تمثيلاً صحيحاً وبعيداً من كل العصبيات المقيتة التي كادت أن تصيب الوطن بمقتل .
كاتب كويتي
al_bander@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

1 Comment

  1. افضل واروع واوزن ما قرأت ،، انت شخص فاهم احتمك واحترم رايك،، واضم صوتي لصوتك ، بس اكو ١٠٠؟؟؟؟؟ قول ١٠

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.