نبيل الفضل
لم نتابع اللقاء الذي أجرته قناة سكوب مع النائب السيد حسين القلاف، كي نحكم على ما قيل في البرنامج، ولكن اعتذار السيد حسين كان تصرفا عاقلا في محله لسحب البساط من تحت اقدام المزايدين والمتصيدين.
ولكن رغم محبتنا الخاصة لإخوتنا وابنائنا العوازم وإيماننا بميزتهم التاريخية في نشأة الكويت وبقائها والدفاع عنها، ورغم احترامنا الشديد لأعراف القبائل ومشيخاتها الموقرة، إلا أننا لا نستطيع ان نغض النظر عن خطورة تصرفات بعض الافراد في محاولة تطبيق القانون بأيديهم لا بيد القضاء.
هناك قانون يحمي مكانة الاموات وسمعة الاحياء، وهناك محاكم تحكم بنصوص القانون الذي اصدره مجلس منتخب ووقع عليه سمو الأمير.
فلا يجوز لأي كائن من كان ان يتصور أنه فوق القانون او يملك الحق بتطبيق قانونه الخاص، ففي هذا نهاية الدولة.
ومع ذلك فنحن نجد بعض العذر لابنائنا العوازم الذين اقتحموا مبنى محطة سكوب، فهم قد شاهدوا اقتحام مجلس الامة الذي هو أهم وأقدس من محطة سكوب، ثم شاهدوا من يتشدق بان اقتحام المجلس بطولة!. ولم يروا احدا حتى اللحظة يدفع ثمن ذلك الاقتحام الرديء.
بل على العكس لقد رأوا رئيس مجلس الامة ونائبه وبقية اعضاء مكتب المجلس وهم يحاولون تزوير الحقائق عبر بلاغ جديد مخالف للبلاغ الاصلي بما يحيل المجرم المعتدي الى مواطن بريء، ويتهم مكتب المجلس السابق بالتجني والتزوير!!.
وكذلك فقد رأى هؤلاء الشباب هجوم جمهور آخر على مقر مرشح في منطقة سكنية وحرقهم للمقر بوجود رجال الامن الذين وقفوا يتفرجون على الجمهور وهو يرمي الكراسي ليزيد النار اشتعالا.
كما رأى أبناؤنا العوازم تجمعا آخر بعده بليلة واحدة يحاول اقتحام مبنى محطة «الوطن» والاعتداء على من فيه.
وفي كلتا الحادثتين لم يسمع هؤلاء صوت نائب يشجب أو يستنكر!. فكيف لا يبيحون لأنفسهم ما أباحه هؤلاء وغيرهم لأنفسهم من اعتداء واقتحام؟!
المضحك ان هناك من لايزال يتحدث عن التنمية وتحويل الكويت الى مركز مالي!!
يا سادة نحن لم نعد نأمن على انفسنا من الاعتداء الجسدي حتى بوجود رجال الأمن، لأن البعض من ابنائنا يعتقد انه فوق رجال الامن وفوق القانون!.
ونحن نفتقد الأمن الغذائي بسبب رغبة جامحة لدى ابناء لنا في ايذاء الكويت ومواطنيها، ولا يترددون في تركيعها لتحقيق مآربهم ومطامعهم الرخيصة!
ونحن نعيش تحت حصار جوي يقوده أبناؤنا في الخطوط الجوية الكويتية، التي صرح رئيس نقابة موظفيها عبدالله الهاجري، بأنهم خاطبوا الاتحاد الدولي للنقل الجوي ليوقف الخدمات عن أي طائرة تقلع من الكويت!
وهذا ما لم يفعله حتى صدام حسين بالكويت!. فهو لم يطالب الاتحاد الدولي بإيقاف طائرات «الكويتية» لأنها ملك للعراق.. مثلاً.
فإذا كانت حركة الطيران شبه متوقفة ونقاط دخول البضائع الجمركية مغلقة والقانون ساقط، فأي تنمية وأي عماة عين تتحدثون عنها؟!
والحكومات التي لم تنتصر للقانون وللمصلحة العامة، كيف لها أن تنتصر لمركز مالي تحاربه كل دول الجوار؟!
أعزاءنا
أخشى ما نخشاه أننا ندفع اليوم ثمن الكفر بالنعمة!. وأن ما نراه اليوم سيكون ذكرى جميلة في القادم من أيام ستكون أشد سوءاً وسواداً.
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق