صلاح الهاشم: الاستقلال.. يوم وفات.. الاستغلال.. أيام آتية..

تصادف حزين بين مرور ذكرى استقلال الكويت في 19 /6 /1961، وبين صدور مرسوم أميري بتعليق جلسات مجلس الأمة في ذات اليوم، وصدور حكم المحكمة الدستورية ببطلان مجلس الأمة، ولست معنيا بالأسباب أو الحقوق، ولكنها مصادفة أطفأت شموع الفرح التي تسبق احتفال يوم الاستقلال، لماذا جرى ما جرى؟ ومن المسؤول عنه؟ وكيف يمكن أن نطالب باسترجاع كرامة وطن وحقوق شعب، استبدل بعضهم حرف القاف بالغين..! ترى هل يعود علينا يوم الاستقلال القادم ونحن في هذه الحالة من الاحتقان والخوف من المستقبل؟ وهل يا ترى سيبقى مستشارو الديوان الأميري والفتوى والتشريع في مناصبهم؟
* * *
وبمناسبة الحديث عن المستقبل، قرأت، وبتمعن، محاضرة د.محمد الصباح وزير الخارجية السابق في جامعة لندن، ويبدو أن قدرنا أن نسمع رأي قادتنا وحكامنا من خارج الكويت، وكم كنت أتمنى أن يلقي محاضرته تلك في جامعة الكويت، أو حتى في حفل تخرج في جامعات على أرض الكويت، أو مؤتمر اقتصادي. المهم أن ما ورد في نص المحاضرة التي نشرت القبس ترجمة لها هو ذاته ما حذرت منه لجان وزارية حكومية كويتية وأهلية خاصة، ومفكرون، ولكن لا حياة لمن تنادي، وبدلا من توجيه الأموال الكويتية إلى التنمية وخلق فرص عمل، استعدادا لقادم الأيام، توجهت للأسف الشديد لسداد فواتير سياسية ومصروفات خاصة وهدايا لتحقيق مكاسب وقتية، وكأن لسان حال من يقوم بذلك بأن الكويت زائلة، وحتى لا تتكرر غلطة الثاني من أغسطس حين أصبح الكل سواسية في الفقر، لاسيما أن المال في الغربة وطن.
وحين ردد الوزير السابق د. محمد الصباح القول الهولندي إن مرض «لعنة الثروة» قادم إلينا إذا لم نحتط، أتساءل ببراءة كل أطفال الكويت، ولماذا لم تقل ذلك يا دكتور هنا في الكويت لمن يملك تصحيح الوضع؟ وإذا قلت ولم يستمع لك، لماذا لم تخبر القيادة السياسية بذلك؟ وإذا سبق وفعلت، لماذا لم تنشر استقالة مسببة حتى لا يلومك أحد؟ وإذ منعت من ذلك كله، فلماذا لم تقل رأيك هذا في داخل الكويت وأمام من يهتم من شعبها؟ وإذ لم تقم بهذا كله، فهل يشفع لك أن تلقي محاضرة في الغرب تتخذ وطنك وأبناء شعبك مثالا أو أمثولة على سوء الإدارة والتصرف ونقص التخطيط، وأنت تعلم يقينا أن أيدينا مغلولة، فلا كلام يسمع، ولا رأي يؤخذ به، ولا ناصح تقبل منه نصيحة؟
* * *
حزين أنا على وطن طارد لأبنائه أو لآرائهم على الأقل، وحزين أكثر ونحن شعبا وحكومة متفرجون على انحدار سريع لكل مقومات العيش كدولة لا ينقصها شيء من مال أو خبرة أو ثقة.. إنه فقط سوء إدارة مزمن، نتمنى أن يزول، حتى نحقق لأطفالنا حلما يستحقونه، ومكانا جميلا يفخرون به.
هل أطلب الكثير؟ أم أن الكثير.. لا يطلب؟
المصدر جريدة الكويتية

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.