ذعار الرشيدي: “الكويتيلوجي” سليمان الفليح

سليمان الفليح، كويتي حتى النخاع، فالأمر معه، وبيننا وبينه لم يتحدد وفق أوراق رسمية، قدر ما كان يتحدد وفق جذور العشق الضاربة في قلبه لتراب الكويت، عشق يساوي في نظري ألف ورقة رسمية وورقة.
سليمان الفليح، كاتب، أديب، شاعر، فوضوي، من الزمن الجميل، رحل في ارض غير ارض قلبه، عزاؤنا في رحيله انه رحل في ارض المملكة العربية السعودية بادلته العشق ومنحته شيئا من وسمها ورسمها، وأكرمته بقدر كرم أهلها ووفائهم الجميل، عزاؤنا أنه رحل من أرضه إلى أرضه.

سليمان الفليح، الأديب البدوي المتمسك بلهجته الشمالية رغم «فصحويته» الجميلة، ترك وراءه مدائن من الذكريات الجميلة في شارع الصحافة، وسيرة لا تنقطع بين الأصدقاء.

رحيله، بمنزلة الصدمة، ربما، وربما كان رحيلا بطعم الشوق غير المتناهي.

ميزته الأوضح، بعيدا عن أدبياته، انه كان شخصا ابيض القلب حتى مع أكثر الأشخاص سوداوية، لا يجامل، بل انني اعتقد انه لا يجيدها كونه لم يتعلمها اصلا، فكان وصفه باختصار «من أنقى الأشخاص الذي يمكن ان تقابلهم في حياتك كلها».

> > >

جاء في تقرير «العربية» الذي بثته الخميس الماضي عن الراحل :«وتم تكريمه في أكثر من مناسبة.. كما كان جنديا في الجيش الكويتي وشارك في حرب الاستنزاف على الحدود المصرية ـ السورية في 1972 وحرب الخليج 1990».

> > >

هنا لا أريد أن أحول رثاء مستحق لرجل بقامة الفليح إلى فتح باب مظلمة وإن كانت مستحقة، لكن ما الذي كان يمنع الحكومة من أن تمنح الأديب الراحل الجنسية، لا بسبب انه كان كاتبا وأديبا مهما ترجمت بعض أعماله الى الانجليزية والفرنسية، بل لأنه شارك كجندي دفاعا عن الوطن في أكثر من مناسبة.

> > >

الراحل سليمان الفليح «كويتيلوجي» بامتياز، بعد ان ظل ولسنوات يكتب زاويته الشهيرة باسم «هذرولوجيا».

> > >

توضيح الواضح: لسنوات وتلفزيون الكويت لا يقدم سوى مذيعات اما «يتصنعن التدلع» او لا يتقن التقديم إلا ما ندر، بالأمس شاهدت برنامج «ليلة خميس» وشهد الإطالة الأولى للمذيعة منية الحجي، وكانت إطلالة مميزة تبشر بمذيعة كويتية حقيقية باطلالة تحمل الشكل الكويتي الخالص الذي افتقدناه لسنوات.
waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.