صالح الشايجي: عودة “كافور”

بالأمس الأوّل السبت، خرجت مظاهرات بالآلاف في «نيجيريا» أكرر في «نيجيريا»، ولم يكن الدافع إلى تنظيم هذه المظاهرات شأنا نيجيريّاً يخص نيجيريا وأهلها ولا احتجاجا على الانقلابات العسكرية الدموية التي تحدث فيها مشرق كل شمس ومغيبها، ولا احتجاجا على مافيا النفط فيها، لا لا هذا ولا ذاك ولا غيرها من الأسباب هي التي حرّكت الدم النيجيري كي ينتفض ويجعل عرق النيجيريين ينزّ من أجسادهم تحت شمس لاهبة حارقة!
إنّما ثارت ثائرة النيجيريّين وفارت دماؤهم في تنور الشمس اللاهبة حتى أضحت «فرزدقاً» محروق الوجه والحواف، للمطالبة بعودة المعزول المصري «محمد مرسي»!

والله وتالله وبالله هذا ما حدث، النيجيريّون يطالبون بعودة «مرسي»!

اضحك يا زمان وابك يا جدران وجفّ يا غدران!

ما لـ «نيجيريا» وأهلها بمصر وأهلها؟

من علّم النيجيريّين «مكرمة» التظاهر؟ رحم الله أبا الطيّب المتنبّي!

لو أنّهم تظاهروا مطالبين بعودة المرحوم «كافور» إلى حكم مصر وجلد «المتنبّي» لوجدنا لهم في ذلك مسوّغا ومبرّرا، ولكن ما شأنهم بـ «مرسي»!

بعيدا عن التفسيرات الغرائبية والتحليق الفوقي فوق الأسباب ، فإن هذا التظاهر النيجيري فضح المستور وكشف ما يُطبخ في التنور الأميركي الأوروبي ضد هذه الأمة التي اسمها الأمة العربية، ورأسها مصر فابدأ بضرب الرأس «تخرّ الجبابرُ ساجدينا»!

«أنا إن قدّرالاله مماتي لا ترى الشرق يرفعُ الرأس بعدي»

هكذا قال حافظ إبراهيم في «حديث مصر عن نفسها، وهذا ما أدركه الغرب ودول الهيمنة والمستعمرون الجدد، وما نسميه بالاستعمار الناعم الذي لا يعتمد على الجيوش والاحتلال المباشر، بل على تنصيب حكام عملاء يسيّرونهم بـ «الريموت كونترول» لحصد المكاسب والغنائم دون تضحيات ولا خسائر.

لذلك تجيء المظاهرات النيجيرية ضمن هذا القالب للإيهام بأن القضية المصرية عالميّا وستحفل الأيام القادمة بمظاهرات أخرى ربما في «زيمبابوي» و«بوركينا فاسو» وبلاد تركب الأفيال!

الإخوان المسلمون غنيمة ثمينة في يد الغرب لن يتنازل عنها لا بسهولة ولا بصعوبة، وهم عملة هذا الزمان التي يمكن تداولها، وهذا ما يفسر لنا الاهتمام الغريب بالشأن المصري وقلب الحقائق وتشويه الواقع.

ولابد للمصريين إدراك هذا الأمر والتعامل معه وفق ما يحقق مصالح بلادهم وعلينا أيضا كعرب إدراك هذا الأمر والتوحّد في سبيل إفشاله، فالمقصود به العرب أجمعون لا مصر وحدها.

وليت حياةً لمن أنادي، ولكنني أدرك أنه لا حياة!
katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.