السنوات الثلاث الفاصلة بين أعوام 1967 ـ 1970 هي أخطر سنوات العرب بامتياز، ففي عام 1967 جر النظام البعثي السوري الأمة العربية لحرب لم تكن مستعدة لها وسلّم مرتفعات الجولان دون حرب ولم يعمل قط لإرجاعها بينما سلط جيشه وطائراته ودباباته لقتل شعبه وتدمير وطنه وتقسيمه لعدة دويلات طائفية وعرقية كي يكتفي أهل الشام بقتال أهل الشام لمائة عام.
>>>
وفي يوليو عام 1968 وصل البعث العراقي المشبوه للحكم في عاصمة الرشيد فبدأ منذ يومه الأول في تدمير بلده وقتل شعبه وفصل شماله وجنوبه. في سبتمبر1969وصل لسدة الحكم في ليبيا مشبوه آخر هو معمر القذافي الذي استقبل في السر ومن أيامه الأولى استاذين في قضايا العمالة هما سعدون حمادي العراقي وحسنين هيكل المصري، فبدأ بعدها بعمليات تدمير الوطن وتدجين الشعب وقتله وخلق الفتنة المناطقية والفئوية في بلده، ووصل في نفس العام اي 1969 لحكم السودان المشبوه جعفر النميري الذي لم يترك حكم بلده إلا بعد ان أشعل شرارة الحرب الأهلية فيه التي انتهت لاحقا بانفصال الجنوب.
>>>
وفي العام الذي يليه، اي 1970 وصل الى حكم مصر محمد أنور السادات بعد حادث مريب لسلفه عبدالناصر وساعده على التمكن من الحكم هيكل (ما غيره)، كما وصل لحكم الشام حافظ الأسد كجائزة له على تسليم الجولان وتوريط المنظمات الفلسطينية في حرب الأردن ثم التخلي عنهم وبدء إعداده لإشعال حرب أهلية في لبنان بالتعاون مع صدام وبعض المنظمات والشخصيات اللبنانية والفلسطينية المشبوهة.
>>>
في العام ذاته اي 1970 تمت محاولة إسقاط حكم الملك حسين في الأردن لصالح العميل ياسر عرفات وبعدها بعامين تمت محاولة إسقاط طائرة ملك المغرب الحسن الثاني لصالح شخصية مشبوهة اخرى هي الجنرال أوفقير ولو نجحت المحاولتان- لا سمح الله- لاكتمل عقد مشروع تدمير وتخريب وتقسيم الوطن منذ وقت مبكر.
>>>
وضمن سلسلة أحداث السنوات الخطرة ما جرى لاحقا في اليمنين الشمالي والجنوبي من أحداث كبرى لمنع وحدتهما بالطرق الصحيحة التي تقويهما وتحفظ مواردهما، فبعد الانقلاب الأبيض على القاضي عبدالرحمن الارياني تولى الحكم في اليمن الشمالي المقدم الشاب ابراهيم الحمدي الذي بدأ عملية تباحث مع رئيس اليمن الجنوبي سالم ربيع علي (سالمين) للوحدة، وقبل يوم من إعلان الوحدة قام علي عبدالله صالح ومعه محمد احمد الغشمي بقتل الحمدي وأخيه عبدالله وأعلنا انهما قتلا وهما بصحبة فتاتين فرنسيتين، وأصبح ابراهيم الغشمي رئيسا لليمن ولم يمكث حكمه إلا أشهر قليلة عندما قتل عند استقباله لمبعوث خاص من الرئيس اليمني الجنوبي علي سالمين الذي أعدم خلال أيام قليلة من الانقلاب عليه وتولى عبدالكريم العرشي الحكم في الشمال إلا انه قدمه مضطرا لعلي عبدالله صالح كي لا يغتاله، وبهذا وصل المتآمر الأول على وحدة اليمن وعلى الوحدة العربية وعلى سلامة الكويت حيث بقي في الحكم لما يقارب الـ 3 عقود كزملائه المشبوهين الآخرين.
>>>
في الخلاصة كل ما نراه هذه الأيام هو وليد شرعي لتلك الأنظمة المشبوهة التي كان وصولها للحكم كارثة وخروجها في سنواتنا الأخيرة من الحكم كارثة أخرى، حيث مهدوا وحرثوا الأرض لتقسيم وتفتيت أوطانهم وتدمير اقتصادها وبث الفتن والكراهية والأحقاد بين شعوبهم تحت راية وطنية او دينية براقة، وكما قال شوقي:
اياك ان تغتر بالزهاد فكم تحت ثوب الزهد من صياد
ومازالت المؤامرة مستمرة.
>>>
آخر محطة: لو كان لساستنا ومفكرينا ومثقفينا وشعوبنا أدنى مستويات الفهم والذكاء لشكوا بحقيقة انتماء جميع أنظمة السنوات الخطرة السالفة الذكر كونهم يدعون الإسلام ويسجنون الإسلاميين، والقومية ويعادون القوميين، وحب القضية الفلسطينية ويقتلون الفلسطينيين، واليسارية ويقمعون اليساريين، فما انتماؤهم الحقيقي؟!
samialnesf1@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق