كشفت دراسة جديدة عن ان استخدام “تويتر” يزيد من جرعات الأنانية وحب الذات (Narcissism). ان يؤدي الاستخدام المتواصل لـ “تويتر” إلى افتتان بعض الأفراد بأنفسهم وبآرائهم لدرجة خيالية. حيث يؤكد إليوت بأنك أحد المشرفين على الدراسة العلمية(جامعة ميتشغان الأميركية): إذا كان “فيس بوك” يعتبر مرآة تعكس شخصية البالغين, فـ “تويتر” يعتبر مكبر صوت لصغار السن والشباب ! حيث كشفت الدراسة العلمية المثيرة عن أن بعض الشباب وصغار السن يغردون بشكل مستمر في “تويتر” ويرافق ذلك شعورهم بالغرور والنرجسية وبتفاقم نزعتهم الطبيعية نحو المبالغة في شعورهم بالأهمية . أما البالغون ومن هم في منتصف العمر فيلاحظ اهتمامهم بتحديث أوضاعهم (Status) بشكل لا ينقطع. ويؤكد الباحث “أن البالغين من الكبار يستعملون “فيس بوك” كمرآة تعكس الآنا Ego واعتدادهم الشديد بأنفسهم حيث يبحثون عن القبول النفسي لدى متابعيهم (بتصرف – المصدر يوريكا 11-6-2013).
لا أستعمل شخصياً “تويتر” أو “فيس بوك” ولكنني متابع لما تسببه شبكات التواصل الاجتماعي من ظواهر نفسية وإجتماعية. فالدراسات العلمية حول علاقة التغريد في “تويتر” وتحديث الأوضاع في “فيس بوك” بشعور البعض بأهميتهم الشخصية تبدو مثيرة للغاية. فالمغرور بطبيعته يزداد نرجسية وغروراً في تغريداته التويترية, ومن يبدو في حياته اليومية يبحث بإستمرار عن القبول الشخصي لدى الآخرين تلحظه يُحَدِّث وضعه الـ “فيس بوكي”-إذا أردتم- عشر مرات خلال الساعة الواحدة, أو هكذا أظن وأعتقد!
الهدف الأساسي الذي ترتكز عليه خدمة “تويتر” هو توفير قناة إلكترونية يتمكن خلالها أحدهم من تكوين صداقات جديدة. ورغم جدلية صداقات شبكات التواصل الاجتماعي, ولكن بالفعل ثمة أفراد كثيرون يستخدمون “تويتر” و”فيس بوك” وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعي للتعرف على الثقافات الانسانية الأخرى وبهدف الاستفادة الشخصية الايجابية. ولكن ثمة أشخاص لديهم أساساً عقد نفسية مركبة وشعور بالنقص, حيث يدمنون استخدام شبكات التواصل للإعلان عن نرجسيتهم وأنانيتهم وحبهم الشديد لأنفسهم! فمن يعتقد أن أبو العُرَّيف في “تويتر” ربما لا يتجاوز فهمه لما يدور حوله مقدار فهم طفل صغير قليل الخبرة. ومن أدمن الدخول إلى “فيس بوك” يبدو يعاني عقداً نفسية مركبة: من بلغ منتصف عمره وهو لا يزال يبحث عن القبول العاطفي لدى الآخرين عليه أن ينظر جيداً إلى المرآة ويكتشف ما هي علته قبل فوات الأوان!
شبكات التواصل الاجتماعي من المفترض أن تُستعمل للتواصل الانساني الايجابي, وليس لنشر الغسيل الشخصي على حبال معلقة في فضاء إلكتروني فوضوي.
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق