صلاح الساير: جذور السخط

المزاج الديني للناس المسلمين العرب يختلف عن مزاج غيرهم من المسلمين، ففي الوقت الذي نجد المسلم الهندي أو الماليزي أو نحوهما من أعراق تنتشر فوق عموم أصقاع الأرض يعيشون حالة من الرضا والطمأنينة الدينية نجد المسلم العربي يعيش حالة من القلق والخشية على هذا الدين، وكلما زاد تعبد المسلم العربي زاد هلعه وإحساسه بالتقصير.
الفرق بين المزاجين يكمن بالثقافة الدينية ونوعية الخطاب المقلق الذي تجرعه المسلم العربي. وأسوق مثالا بخطبة صلاة الجمعة، فالذي يذهب للصلاة يوم الجمعة لا يسمع من الخطيب (على الأغلب) سوى النواح على الدين الذي يتعرض للمؤامرات، كما يستمع لتقريع المسلمين على تقصيرهم، وتذكيرهم بأمجادهم الضائعة في الأندلس ونحو ذلك.

لم يقل أحد لهذا العربي المسكين أنك إنسان مسلم صالح ورائع، وان الإسلام بخير، وانك سليل قوم نشروا الدين الإسلامي، وان مشاركتك في الحضارة الإنسانية المعاصرة تعكس روعة أمجادك، وأنت خير خلف لخير سلف، وعليك أن تفخر بنفسك وبتاريخك، وان وجودك اليوم في صلاة الجمعة لهو دليل على صلاحك وصلاح هذا الدين الحنيف.

لو أن هذا المصلي العربي استمع إلى خطاب متفائل وإيجابي (خال من النقد والتقريع والسياسة) لخرج من المسجد بعد الصلاة وهو راض واثق رائق المزاج غير ساخط على نفسه وعلى العالم.

www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.