قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، اليوم الأحد، إن النظام السوري تجاوز كل الخطوط الحمراء تجاه شعبه باستخدام الأسلحة الكيميائية، ما يستدعي أكثر من الشجب والإدانة.
وقال الفيصل، في كلمة ألقاها أمام اجتماع الدورة 140 لمجلس جامعة الدول العربية على مستور وزراء الخارجية مساء اليوم، إن العالم كله قد صُدم من استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً ضد شعبه وتجاوز كل الخطوط الحمراء تجاه الشعب الذي خرج للتعبير عن رأيه إلا أن هذه المظاهرات قوبلت باستخدام الحديد والنار.
وأضاف أن أي تحرّك لنجدة الشعب السوري لا يعتبر تدخّلاً أجنبياً، ولكن النظام السوري هو الذي سمح بدخول الحرس الإيراني وحزب الله للأراضي السورية حتى أن أصبحت شبه محتلة.
وتابع الفيصل قائلاً إن السعودية تقف مع إرادة الشعب السوري ورغباته، داعياً المجتمع الدولي لاتخاذ ما يتطلبه الوضع للوقوف ضد هذا العدوان الغاشم، وتحمل مسؤولياته لوضع حد لهذه المأساة التي دخلت عامها الثاني على التوالي.
واعتبر وزير الخرجية السعودي أن الأمر في سوريا في حاجة إلى أكثر من الإدانة والشجب، ويؤكد ضرورة الخروج بقرارات صارمة وحازمة لوضع حد لمأساة سوريا وإنقاذ شعبه، مطالباً بالوقوف لمرة واحدة مع الحق.
كما حذَّر من أن الصمت يدفع النظام السوري الحالي للمضي في قتله لشعبه، وتمادي الرئيس السوري بشار الأسد في السخرية من صمت المجتمع الدولي.
ومن جهته، طالب رئيس (الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية) أحمد الجربا، في كلمته، بحماية عربية وبدعم العملية الدولية ضد النظام السوري الذي استخدم جميع وسائل القتل وجميع وسائل الإجرام ضد شعب أعزل”.
وقال الجربا يعتصر قلبي حزناً للوضع في سوريا نتيجة سياسات القتل والتهجير، ولا شك أن حالتنا تدفعنا لطلب مساعدتكم ضد الاحتلال الإيراني وأطالب دعمكم لتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، معتبراً أن من أسماهم مرتزقة إيران وحزب الله اللبناني يحاربون الشعب السوري.
وأضاف موجهاً حديثه لوزراء الخارجية العرب لن نزايد على أحد منكم ولا نزايد على الشعب السوري، وما أطلبه اليوم موقف دعم ومساندة لرد الظلم والوقوف في وجه المساندة الروسية وأمام ميلشيات حزب الله، وحرب الإبادة التي يواجهها الشعب السوري جراء نظام بشار الأسد (الرئيس السوري) السفاح.
وكان الاجتماع، الذي يتركز على آخر مستجدات الأزمة السورية بدأ، بوقت سابق من مساء اليوم، فيما تظاهر مئات المصريين خارج مقر الاجتماع تنديداً بالتهديدات الأميركية بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا.
وأكد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، في كلمته، مجدَّداً رفض بلاده للتدخل العسكري في سوريا.
وأوضح فهمي أن رفض القاهرة للتدخل في شؤون سوريا ليس دفاعاً عن النظام ولكن لأن ذلك من ثوابت الأمم المتحدة، والتي تجرم التدخل العسكري ضد أي دولة، إلا في حالتين الأولى أن يكون دفاعاً عن النفس، أو تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وطالب الوزير فهمي بمحاسبة المتسببين بـمجزرة الغوطة وتقديم المسؤول عن جريمة استخدم السلاح الكيماوي أياً كان من دون استثناء إلى المحاكمة، موضحاً أن مصر ترى أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية.
ومن جهته قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في كلمته، إن جميع دول العالم تنتظر موقف الجامعة من النظام السوري بعد استخدامه للأسلحة الكيماوية، مؤكداً على ضرورة أن يتم النظر للوضع السوري بمنظور شامل وليس الاقتصار على تلك الجريمة الشنعاء.
وأضاف العربي أن الجامعة العربية داعمة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والجامعة ستسعى لحل الأزمة بهدف الوصول إلى انتقال سلمي للسطة في سوريا، مشيراً إلى أنه سبق وأن أكد للأمم المتحدة على ضرورة عقد اجتماع لوقف إطلاق النار ومسلسل نزيف الدم.
وتابع قائلاً إن حظر استخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية سيظل مستمراً طالما لم يتم اتخاذ موقف مناسب تجاه ذلك رغم العديد من القرارات التي تم اتخاذها تجاه ذلك.
وتناول العربي قضية مفاوضات السلام الفلسطينية – الإسرائيلية، والتي جاءت بعد جهود المبادرة العربية، لافتاً إلى أن هذه المصالحة لم تجد نفعاً بسبب المواقف الإسرائيلية المتشددة.
واستطرد قائلاً إن الجامعة متمسّكة بحل الدولتين وإعلان قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس العربية.
وفي غضون ذلك، تظاهر بضع مئات من المصريين أمام مقر الاجتماع، تنديداً بالتهديدات الأميركية بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا.
وردَّد المتظاهرون هتافات يا أمريكا لمي جيوشك .. بكرا الشعب العربي يدوسك، ويا أمريكا يا ملعونه مش عايزين منك معونة، وهتافات مستنكرة للصمت العربي حيال التهديدات التي تتعرض لها سوريا.
وكانت جامعة الدول العربية أكّدت، بوقت سابق من اليوم، التزامها بقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية في ما يتعلق بالأزمة السورية.
وقال نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي، في تصريحات للصحافيين في ختام اجتماع الدورة 140 لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين نحن منظمة إقليمية ملتزمة بقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية إزاء الأزمة السورية الراهنة، وهذا الموضوع يتم اخذه في الاعتبار عند اتخاذ أي قرار.
وأضاف بن حلي أن اجتماع وزراء الخارجية العرب، الذي يلتئم بوقت لاحق اليوم، سيركز على آخر المستجدات في سوريا “بهدف الحصول على قرار عربي توافقي يساعد سوريا في تجاوز هذه الأزمة، وبما يحقق تطلعات الشعب السوري في التغيير والتطوير والديمقراطية.
وأوضح أن المندوبين الدائمين انتهوا من مناقشة غالبية البنود المدرجة على جدول أعمال الاجتماع الوزاري، وتم إعداد مشاريع القرارات الخاصة بها لرفعها إلى وزراء الخارجية العرب فى وقت لاحق من مساء اليوم لاعتمادها باستثناء الموضوع السوري الذي تم رفعه إلى الوزراء للمناقشة.
وأشار إلى أن هناك موضوعاً آخر تم رفعه إلى الوزراء يتعلق بزيادة أعداد الأمناء المساعدين في الجامعة العربية، بجانب تناول قضايا اخرى تتعلق بفلسطين وتطورات المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية.
وكان مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين بدأ، بوقت سابق من اليوم، وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أن أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية طلب منه أن يلقي كلمة خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب، والذي سيبحث مستجدات الأزمة السورية وبلورة موقف عربي موحد من التهديدات الأميركية بتوجيه ضربة وشيكة لسوريا.
قم بكتابة اول تعليق