ذعار الرشيدي: نائب يرفض الجلوس على الكرسي

ما الذي يمكن ان يجمع عضو برلمان محلي هندي بطالب شريعة من الكويت؟، سؤال قد يبدو في ظاهره غير منطقي، بل وغير مقبول على جميع الأصعدة، لكنه تم، واجتمع طالب بكلية الشريعة في جامعة الكويت بنائب برلمان محلي هندي، والداعية الشاب فايز الزعبوط ذي الـ 30 عاما، والنائب الهندي الشيخ عقيل اختر 46 عاما، جمعهما العمل الخيري في ولاية جهاركند الهندية التي يمثلها في البرلمان المحلي لها الشيخ عقيل اختر.
وقدم الثنائي الكويتي- الهندي، وعلى مدار عامين العديد من المشاريع الكويتية الخيرية في الولاية، وتحديدا في مدينة باكو ذات الأغلبية المسلمة.

النائب الشيخ اختر حفيد علماء السلف في ولايته، والداعية الشاب فايز الزعبوط رئيس لجان تحفيظ القرآن بجمعية إحياء التراث الإسلامي، شرعا ومنذ عامين في تنفيذ عدد من المشاريع الخيرية في مدينة وأحالاها من مدينة منسية يكاد يطحنها الفقر الذي ظل ملازما لها من 64 عاما الى مدينة تنبض بالحياة، مدينة تبنى مشاريعها الإسلامية والتعليمية من أموال المتبرعين الخيرين في الكويت.

وراء اجتماعهما قصة، ووراء مشاريعهما قصص تروى وبعضها لا يمكن حصره أو روايته بشكل عابر.

التقيتهما خلال زيارة الشيخ عقيل للكويت بدعوة كريمة من الزميل الكاتب سعد العدواني، واستمعت منهما عن مشاريعهما المشتركة في ولاية، بل مدينة لم يسمع باسمها اغلب المسلمين من قبل، ولاية جهاركند التي تقع في الشمال الشرقي لشبه القارة الهندية، الولاية التي يشكل المسلمون فيها 20% وهي أقلية كانت ومنذ استقلال الهند عن الاحتلال البريطاني أقلية منسية من على خارطة التنمية والتطوير، حتى بدأت المشاريع الخيرية التي يشرف عليها كل من النائب الشيخ عقيل والداعية الشاب فايز وبدأت في مدينة باكو التي تسكنها أغلبية مسلمة على عكس الولاية، والتي جاءت كلها من تبرعات أهل الكويت، ومن بين المشاريع التي لا يمكن أن تصدق أنه يمكن تتم في مدينة هندية منسية نائية مشروع مدينة الأرامل، وهو مشروع متكامل شامل لمباني السكن والمدارس ودور العبادة.

ومشاريع أخرى من بينها مدارس تعليمية، ومدارس مهنية بل وجامعات تقوم وتبنى في تلك المدينة بأيدي الخير الكويتية، ويقول الداعية فايز في معرض حديثه معي: «والله إن العمل الخيري في الهند يوازي العمل الخيري في أفريقيا في الأهمية».

ويقول الشيخ عقيل أختر: «لا يوجد عمل خيري في الهند يخص المسلمين إلا وللكويت يد فيه».

نموذجان مشرفان للعمل الخيري التقيت بهما، واستمعت منهما الكثير عن أثر يد الخير الكويتية في شبه القارة الهندية، وأعتقد بل وأجزم أن لديهما الكثير، لكن هذا جزء مما التقطته من حديث ودي عابر مع الصديقين.

توضيح الواضح: قبل عامين وعند وصول الشيخ أختر إلى البرلمان، وفي الجلسة الافتتاحية، وبدلا من أن يجلس على الكرسي النيابي، افترش الأرض، مما أثار استغراب رئيس الوزراء وسأله عن السبب فأجابه الشيخ أختر: «لا يمكن أن أجلس على الكرسي الوثير.. وأتعامل مع التكنولوجيا وبلدتي لاتزال تعاني من الفقر المدقع».
waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.