في خضم الاحداث الطاحنة التي تجري في كل من سورية ومصر. يظل الحدث البحريني منسياً او شبه منسي، على الرغم من أن الحدث البحريني ليس باقل خطورة من حدثي مصر وسورية.
ينبغي كويتياً الا نستسهل الحدث البحريني فما يجري على ارض البحرين نسمع صداه هنا، فالكويت والبحرين توأمان ولن نقول غير ذلك.
الحدث البحريني مؤلم ومقلق بحرينياً، حيث هناك انشقاق طائفي بغيض وكريه، ولا اقول غير معهود، ولكن اقول متصاعداً، ركبت مع تاكسي من مطار البحرين الى الفندق وكان السائق من الطائفة السنية، ففتحت معه الحديث عن الاوضاع، فكان حديثه طائفياً بامتياز، ثم صادف ان ركبت من بوابة البحرين الى حيث الفندق مع تاكسي آخر وكان السائق هذه المرة من الطائفة الشيعية ولم يكن حديثه طائفياً اقل من زميله السني..!!
القضية البحرينية اذن آخذة في الاتساع طائفياً ولعلي ازعم ان هناك من يغذي هذه النغمة البغيضة والكريهة والانشقاقية، هناك للاسف اعلام طائفي، وهناك مقالات نقرأها في الصحافة البحرينية كتبت بحبر مسموم، فكيف يمكن أن يتماسك الجدار الوطني، وهناك من ينفث السم من نفس طائفي كريه..؟!!
لقد شهدت البحرين خلافات سياسية منذ الخمسينيات او ما قبل ذلك، وفي كل مرة كانت تنجح السلطة في معالجة الخلافات على نحو يفضى الى الهدوء، وعليه فالخلافات السياسية ليست وليدة دوار اللؤلؤة او وليدة الربيع العربي، غير ان الخلافات السياسية هذه المرة قد تحولت من المعارضة السياسية الى العنف، الى ارهاب الشارع وتفجيرات ومفخخات، ونخشى ما نخشاه ان تتعطل لغة الحوار ويسود العنف، ولا ريب ان استبدال العنف بدلاً من الحوار في بلد وديع مثل البحرين مرفوض ومخيف، فالعنف يولد العنف، واذا كان ذلك معهوداً في بعض البلدان لكن في البحرين غير متصور.
حبنا للبحرين، وخوفنا على هذا البلد العزيز يجعلنا نتكلم من القلب، ونرجو ان يكون مقبولاً من قلوب كل اهل البحرين موالين ومعارضين، فغاية ما نرجو هو السلام والامن والامان لهذا البلد العزيز، لذلك نتصور ان الاجراءات المتشددة التي وضعتها الحكومة البحرينية من سحب الجنسية وغير ذلك من الاجراءات، رغم قساوتها فلئن كانت بالمنظور الامني رادعة، لكنها غير قاضية ولا تفضي الى تحقيق المطالب، بدليل استمرار العنف والارهاب، لذلك فلا حل افضل من فتح الحوار بين السلطة والمعارضة.
نعم المسألة البحرينية بحاجة الى الحوار، والى الحوار الجدي المباشر بين السلطة والمعارضة دون تدخلات او وسطاء من هذا الطرف او الطرف الآخر.
لقد جربت السلطة مؤتمرين للحوار، وفي المؤتمرين فشل الحوار، وجلبت لجنة دولية محايدة للتحقيق. (لجنة بسيوني) غير ان غالبية توصياتها دفنت في الادراج ولم تخرج الى حيز الواقع.
نعود ونقول خوفنا على البحرين هو خوفنا على الكويت. فاستقرار البحرين هو استقرار للكويت. وامن البحرين من أمن الكويت.
لذلك فلقد ثبت أنه لا حل هناك غير التلاقي وجهاً لوجه بين السلطة والمعارضة والجلوس معاً والدخول في حوار من القلب الى القلب.
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق