استحوذت ازمة الديون السيادية في منطقة اليورو والملف السوري على حصة الاسد في المناظرة التلفزيونية التي اجريت الليلة الماضية بين المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ومنافسها بيير شتاينبروك تحضيرا للانتخابات البرلمانية في ال 22 من سبتمبر الجاري.
واستنطق المرشحين اربعة صحافيين مثلوا اهم المحطات التلفزيونية الالمانية وهي الاولى (ايه ار دي) والثانية (زي دي اف) والمحطتين الخاصتين (ار تي ال) و(برو 7) وذلك في مناظرة استمرت 90 دقيقة تناول فيها المرشحان ملفات متنوعة تشغل الرأي العام الالماني لاسيما الملفان الاقتصادي والامني.
فعلى صعيد الملفات الاقتصادية ناقش المرشحان تحسين اليات مراقبة اسواق المال ومحاربة التهرب الضريبي وتعريفات الاجور والتقاعد ومشكلة ارتفاع اسعار الطاقة والسياسة العائلية والتحالفات الحزبية المحتملة التي ستفضي الى تشكيل الحكومة الجديدة.
وبخصوص الملف الاهم في رزمة المواضيع الاقتصادية وهو ملف ازمة الديون اتفق المرشحان على ضرورة مواصلة الجهود الرامية الى محاصرة الازمة ولكنهما اختلفا على اليات الخروج من الازمة التي مازالت تمثل التحدي الاكبر للحكومة الالمانية.
فبينما فضلت ميركل المرشحة المسيحية الديمقراطية مواصلة جهود التقشف وتثبيت الميزانية من اجل حل الازمة مال المرشح الاشتراكي الديمقراطي الى الطرح الذي تقدمه الحكومة الفرنسية لحل الأزمة وهو اتباع استراتيجية مزدوجة تتمثل في مواصلة التقشف من جهة وتشجيع النمو الاقتصادي وتحفيز اقتصادات المنطقة الاقتصادية من جهة اخرى.
وتناولت المناظرة كذلك ملفات خارجية شائكة يختلف الحزبان المسيحي الديمقراطي والاشتراكي الديمقراطي على ادارتها لاسيما فضيحة تجسس وكالة الامن القومي الامريكي وما ترتب عليها من تبعات على حرية البيانات والحريات الشخصية ولكن ايضا على هيبة الدولة الالمانية.
ولم يغب عن المناظرة الملف الاكثر الحاحا على صعيد السياسة العالمية في الوقت الراهن وهو الملف السوري الذي يشغل منذ 21 اغسطس الماضي الاوساط السياسية والحزبية والشعبية الالمانية.
وعلى صعيد هذا الملف بقي المرشحان ملتزمين بسياسة النأي بالنفس وعدم المشاركة المباشرة في اي هجوم غربي محتمل على سوريا.
وبدأ شتاينبروك بالرد السلبي على السؤال في هذا الخصوص قائلا “لا المانيا لن تشارك في اي ضربة عسكرية محتملة ضد سوريا والسبب هو انني لا اريد ان تخرج حكومة بلادي عن اطر القوانين الدولية وعن اطر البرلمان الالماني”.
واضاف “اي تدخل عسكري في سوريا لن يساهم في تحسين اوضاع الناس في سوريا” مطالبا المستشارة الالمانية بضرورة بحث الملف مع الشركاء الدوليين في قمة العشرين المزمع عقدها يومي الخميس والجمعة المقبلين في سانت بطرسبورغ الروسية.
اما ميركل فقد اجابت عن السؤال المتعلق بسوريا بالقول “لا المانيا لن تشارك في ضربة عسكرية محتملة الا بتفويض من مجلس الامن او من الناتو” موجهة الكلام لمنافسها بالقول “بالطبع سنناقش الملف في قمة العشرين وانا قمت بمناقشته مع الرئيس الروسي فلايمير بوتين”.
وتطرقت المناظرة كذلك الى ملفات اقل اهمية مثل الارتفاع المطرد لاجور السكن واسعار الطاقة والضرائب وفرض الضرائب على الشوارع السريعة وغيرها من الملفات غير الملحة.
يذكر ان شتاينبروك بقي في هذه المناظرة المتحدث الافضل اذا ما قورن بميركل التي فضلت كعادتها الهدوء والابتعاد عن الاضواء وكاميرات وسائل الاعلام.
ووفق القناة التلفزيونية الاولى (ايه ار دي) فإن الاحصائية التي اجرتها اثناء المناظرة تشير الى ان 70 في المئة من الاشخاص الذين شاهدوها اعتبروا شتاينبروك اكثر جرأة على الهجوم بينما اعتبر 14 في المئة منهم المستشارة اكثر جرأة.
وعن المرشح الذي قدم الدلائل الافضل قالت القناة ان 42 في المئة من الاشخاص اعتبروا ان ميركل قدمت افضل الدلائل بينما اعطى 32 في المئة اصواتهم لشتاينبروك.
وعن استلطاف الجمهور للمرشحين اضافت القناة ان 43 استلطفوا ميركل بينما استلطف 32 في المئة منهم شتاينبورك.
وفي ما يتعلق بمصداقية المواقف للمرشحين قالت القناة ان 46 في المئة اعتبروا ميركل اكثر مصداقية بينما اعتبر 39 في المئة شتايبروك المرشح الاوفر حظا في هذا الخصوص.
وعن اعداد الناخبين الذين راقبوا مناظرات سابقة تقول مصادر القناة التلفزيونية الاولى (اي ار دي) ان المناظرة التي جمعت في عام 2009 ميركل بمنافسها الاشتراكي الديمقراطي في حينها بيتر شتاينماير حضرها 15 مليون ناخب.
اما المناظرة التي جمعت في عام 2005 ميركل بالاشتراكي الديمقراطي غيرهارد شرودر فقد حضرها 21 مليون مواطن .
قم بكتابة اول تعليق