فاطمة حسين: شجاعة امرأة!!!

رحم الله من قال «ما ضاع حق وراءه مطالب» وكذلك من قال: «من صبر ظفر» وأيضا من قال: «الصبر مفتاح الفرج» واليوم نتذكر كذلك من قال «وما نيل المطالب بالتمني… ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً» وقد نبتسم ونحن نتذكر «الحكمة» وراء حكاية السباق الذي جرى ما بين السلحفاة والأرنب وفازت به الأولى فقط لأنها استخدمت قدرتها الطبيعية وهو – أي الأرنب- استخدم غروره لأن في المعرفة وتقدير القدرة «ذكاء» أما الغرور فمصدره العواطف الجياشة.
رغم كل تلك المقولات وغيرها كثير، فإنني أتذكر اليوم مقولة نابليون «إن المرأة التي تهز سرير طفلها باليد اليمنى تستطيع هز العالم باليد اليسرى».
وهذا ما حدث في الكويت ومع شابة اسمها «صفاء الهاشم» لأنها استطاعت أن تهز عروش السلطة التشريعية والتنفيذية بجعل السلطة القضائية العليا وهي «الدستورية» تنتصر لها!!!.
الكويت تزخر بكثيرات من أخوات «صفاء» لكن شجاعتها قادتها لحمل الشعلة التي تضيء دروب الحق.
ولمن لا يعرف «صفاء» أقول: إنها شابة كويتية عادية تعبت على نفسها وعلى علمها وعملها واستزادت من الاثنين تجربة وخبرة جعلتها ما يمكن أن يكون صالحا للاستثمار بالاستخدام الذاتي الخاص أو المحلي الوطني وكذلك ما يصلح للتعميم والتصدير أيضا.
لكنها ولسوء الحظ والطالع ولدت «أنثى» ونشأت في عالم يؤمن بل يعشق وأد الإناث لأن الرجولة عندهم لا تنبت وتزهر إلا في أرض تكون لها «الأنوثة» التربة والبذرة والماء والاجواء. وبشرط واضح وضوح الشمس هو أن تظل في الدرك الأسفل من الحياة.
ما علينا، انتفضت الكويت صبيحة 2012/2/2 وتزاحمنا على صناديق الانتخاب لايصال خياراتنا وفي الثامنة من تلك الأمسية أغلقت الصناديق وبدأ العد ليصل من يصل ويعود من حيث اتى من لم يصل.
وما هي إلا أيام قليلة وفي الخامس عشر من ذات الشهر وذات العام تم إيداع طعن صاحبتنا بالعملية برمتها لمثالث ثلاثة:
(1) صدور مرسوم حل المجلس 2009 مخالفاً للدستور مما يصمه بالبطلان.
(2) إن المرسوم «447» لسنة 2011 بدعوة الناخبين لانتخاب اعضاء مجلس جديد صدر أيضا مشوبا بالبطلان استنادا إلى ما سبق في البند الأول.
(3) إن التضخم والتورم اللذين أصابا المناطق الانتخابية بعد بلع طعم «نبيها خمس» أديا إلى الكثير من الفوضى والعيوب وخاصة في المنطقة الثالثة التي حملت 75 مرشحاً أرهق أساليب المنافسة مما سبب العجز عند البعض والانحراف عند البعض الآخر. يضاف إلى ذلك ضيق الوقت.
هذه الصحوة «المباركة» سواء في ذلك إن أتتنا بالثمرة التي نرجوها أم أصبحت لعبة للمتلاعبين المغرمين بالوجود على السطح دائماً وبالحق يكون ذلك أو بالباطل، إلا أن اتيانها من امرأة كويتية اضافت للحركة النسائية الكثير من الزهو والقيمة الحضارية مستذكرات دوماً أن هذه الفتاة الشجاعة تدخل هذا العالم السياسي لأول مرة في حياتها دون تجربة سابقة إلا قدرتها الذاتية وعلمها وعملها..
شكراً للنائب والوزير السابق روضان الروضان الذي كان لها سنداً مؤكدا أن «اليد الواحدة ما تصفق» فليحذوا رجالنا حذوه ولندعم نساءنا هكذا رجال حتى يعتدل المسار والأمل مازال مشرقاً.
والله الموفق

فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.