نقع في منطقة حساسة من العالم، لم تستقر منذ الحرب العالمية الثانية، ولكنها اشتعلت منذ منتصف السبعينات حتى اليوم بنيران من الحروب وويلاتها، واصابتنا منذ 1990 بشكل مباشر، ومع ذلك لا توجد لدينا عقلية «الطوارئ»، فالامور مسندة الى البركة، وها نحن على اعتاب حرب جديدة في المنطقة وتعاد الاسئلة وكأننا نعمل من جديد!
عقلية الطوارئ هي نتاج تراكم خبرات، ولدينا اجيال كاملة من الحكم والادارة عاشت الرخاء والشدة، وأهلنا في زمان العمل والبحر كانوا يستعدون لكل طارئ رغم بساطة الحياة وندرة الموارد، وكانت في منازلهم دار للمؤونة والطوارئ، ويقومون بصيانات دورية لمنافذهم والبيوت والحارات، ويستعدون لمواسم السفر والقفال والامطار، كانوا يستعدون، اما نحن فما إن يأتي الصيف حتى نكون على اعتاب ازمة كهرباء، وما إن يأتي موسم الدراسة حتى تكون ازمة الازدحام والصيانة، وكأننا نبدأ من جديد! ومطار البلاد الحالي هو عنوان لكتاب الفوضى في عز موسم الذروة في السفر والعودة، فازدحام في الجوازات، وتكدس، وضياع للشنط، وازدحام مروري في المداخل والمخارج. كل هذا الانتقاد ليس ترفا فكريا، انما نقد لضرب امثلة واضحة للعيان تنبئ عن ازمات للادارة والمتابعة، ولكن انشغالنا بالعمل اليومي وردود الافعال وترك المستقبل والطوارئ والفكر الاستراتيجي من جدول اعمال المسؤولين ينبئنا بانه لا عقلية للطوارئ ولا يحزنون، ولننتظر الزمن وما يخبئه لنا.
د. محمد عبدالله العبدالجادر
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق