ذكر تقرير اقتصادي متخصص أن سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) تعرض للأسبوع الثاني على التوالي لخسائر حادة على وقع استمرار موجة البيع القوية التي طالت أسهم القطاعات ولاسيما قطاعي العقار والخدمات المالية اللذين كانا الأكثر تسجيلا للخسائر.
وقال تقرير شركة (بيان) للاستثمار أن تلك الخسائر جاءت نتيجة استمرار حالة القلق التي تنتاب الأوساط الاستثمارية وتخوفاتها من تداعيات الأوضاع السياسية غير المستقرة التي يمر بها العالم في الوقت الراهن.
وأشار الى أن ذلك يأتي وسط حالة شبه عامة من العزوف عن الشراء اضافة الى ضعف ثقة المستثمرين في السوق المحلي الذي يعد أكثر أسواق المنطقة حساسية تجاه العوامل الخارجية نتيجة ضعف البيئة الاستثمارية التي يعمل فيها وتضاؤل الفرص الاستثمارية أمام شركات القطاع الخاص.
وأكد أن هذه الحالة انعكست سلبا على أوضاع الشركات المدرجة في السوق ومن أهم العوامل التي أثرت سلبا على تداولات البورصة عدم وجود صانع سوق يقوم بعمل توازن في الأسعار وخاصة في مثل هذه الأزمات التي يمر بها السوق حاليا.
وأوضح التقرير أن شركة (بيان) للاستثمار كانت من أول المتقدمين منذ أكثر من خمس سنوات بطلبات عدة للسماح “لنا بانشاء صانع سوق برأسمال لا يقل عن 200 مليون دينار الا أن جميع طلباتنا لم تجد آذانا صاغية”.
وأشار الى أن أهمية وجود صانع سوق في البورصة تتمثل في ايجاد توازن بين العرض والطلب مما يحد من التقلبات الحادة وغير المبررة لأسعار الأسهم ويؤدي الى استقرارها واقترابها من ثمنها العادل ويحقق أهداف السوق في خدمة الاقتصاد المحلي بشكل عام.
وأشار الى أن المؤشر السعري كان هو الأكثر تأثرا بالانخفاضات التي شهدها السوق خلال تداولات الأسبوعين السابقين حيث تخطت خسائره خلال عشر جلسات فقط نسبة ال10 في المئة مشيرا الى أن هذه الانخفاضات جاءت في ظل موجة البيع الحادة التي تعرضت لها معظم الأسهم المدرجة.
وقال ان الأسهم القيادية والثقيلة أقل عرضة لعمليات البيع العشوائية التي شهدها السوق في الأسبوع الماضي وشهد بعضها عمليات شراء انتقائية أدت الى ارتفاع المؤشرين الوزني و(كويت 15) في بعض الأحيان ولكن استمرار حالة الحذر والتردد التي تسيطر على السوق هذه الأيام دفعت العديد من المتداولين لجني الارباح.
يذكر أن مؤشرات السوق الثلاثة سجلت خسائرها بالتزامن مع انخفاض ملحوظ في نشاط التداول سواء على صعيد الكمية أو القيمة وهو الأمر الذي يعكس عزوف جزء كبير من المتداولين عن الدخول في السوق في هذا الوقت وانتظارهم لاستقرار الأوضاع بعض الشيء.
قم بكتابة اول تعليق