مسيرة الراحل جاسم القطامي .. نضال وطني وعمل انساني

غيب الموت اليوم النائب السابق جاسم القطامي بعد صراع طويل مع المرض الذي أقعده لكنه لم يمنعه من المشاركة بالمناسبات العامة.

ويعتبر القطامي (مواليد 1929) أحد رموز المعارضة الكويتية وحقوق الانسان وحركة القوميين العرب وله مواقف وطنية مميزة أبرزها استقالته من وزارة الداخلية رفضا لاستخدام القوة بوجه المواطنين الذين تظاهروا احتجاجا على العدوان الثلاثي عام 1956.

ونذر جاسم عبدالعزيز القطامي نفسه لمناصرة حقوق الإنسان والقضايا الوطنية وكان من أوائل الكويتيين الذين يكملون تعليمهم يالخارج حيث تخرج من كلية الشرطة بالقاهرة عام 1952 وترأس الشرطة في الكويت فنقلها من “الفداوية” الى نظام العسكرية النظامية.

ثم تقدم الراحل جاسم القطامي باستقالته من جهاز الشرطة بعد رفضه تنفيذ الأوامر الصادرة باستخدام القوة لتفريق المشاركين بمظاهرة منددة للعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 انطلقت من ثانوية الشويخ، وقال جملته المشهورة “الشرطة أعدت لخدمة الشعب وليس لضربه”.

وبعد استقالته من الشرطة عمل بعض الوقت في شركة السينما الوطنية ثم استدعاه أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم ليعمل على تأسيس إدارة الخارجية قبل أن تتحول الى وزارة.

ثم ترك العمل الحكومي بعد استقلال البلاد ونال عضوية مجلس الأمة عام 1963، واستمر في نضاله السياسي بمجلس الأمة كأحد المعارضين السياسيين وغلب عليه الطابع الإنساني.

وترأس بعد اعتزاله العمل النيابي عام 1992 مجلس إدارة المنظمة العربية لحقوق الإنسان، كما أسس وترأس الجمعية الكويتية لحقوق الانسان.

ونال الراحل جاسم القطامي عضوية مجلس الأمة في عام 1963 عن الدائرة الخامسة، وحصل على 1046 صوت وحل بالمركز الأول، وخسر انتخابات المجلس المزور عام 1967 وحصل على المركز السادس بـ 601 صوت، ثم شارك في انتخابات مجلس 1975 عن الدائرة الثانية فحل بالمركز الثالث بحصوله على 598 صوت، ثم خسر انتخابات مجلس 1981 بعد ترشحه عن الدائرة الثالثة فحصل على 399 صوت وحل بالمركز الثالث، لكنه فاز بالمركز الأول بانتخابات مجلس 1985 عن الدائرة الثالثة بحصوله على 649 صوت، قم خسر انتخابات مجلس 1992 عن الدائرة الثالثة بحصوله على 392 صوت وحلوله بالمركز الرابع.

ومن أبرز مواقفه النيابية دفاعه عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان في الكويت.

وكان للراحل جاسم القطامي موقفا صلبا خلال ديوانيات الاثنين التي انطلقت شرارتها من ديوانه يوم 4 ديسمبر 1989 بحضور 700 شخص احتجاجا على حل مجلس 1986 وتعطيل العمل بالدستور.

وكان القطامي أول متحدث بديوانيات الاثنين وأعلن بأن النواب سيقومون باجتماعاتهم الأسبوعية في ديوانية أحد النواب بداية من هذا الأسبوع، وأشار إلى ضرورة التزام الأسلوب العقلاني الهادئ وعدم اللجوء إلى العنف قائلا: نحن مضطرون أن نسلك سلوكا دستوريا ترضى فيه كل تعليمات وزارة الداخلية وحريصون أن تكون دواويننا كما هي.

وتتقدم أسرة تحرير “هنا الكويت” بأحر التعازي لذوي ومحبي فقيد الكويت المرحوم باذن الله جاسم القطامي، راجية من المولى عز وجل ان يتغمده برحمته ويلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.