قال الرئيس الامريكي باراك أوباما انه طلب من الكونغرس تأجيل التصويت على قرار يجيز توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا افساحا بالمجال امام مسار اقتراح الدبلوماسية الروسية بشأن السلاح الكيميائي السوري.
وفي خطابه الذي القاه إلى الأمة من الغرفة الشرقية في البيت الأبيض الليلة الماضية قال أوباما انه على مدى الأيام القليلة الماضية رأينا بعض العلامات المشجعة.
واضاف ان هذه العلامات جاءت نتيجة تهديد حقيقي من الولايات المتحدة بعمل عسكري فضلا عن المحادثات البناءة التي أجريتها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والاقتراح الروسي الذي يفرض على النظام السوري تسليم أسلحته الكيميائية على ان يتم متابعة ذلك من خلال الأمم المتحدة.
وأكد أوباما ان الحكومة الروسية اعربت عن استعدادها للانضمام الى المجتمع الدولي في دفع الرئيس السوري بشار الأسد للتخلي عن الأسلحة الكيميائية.
واضاف ان النظام السوري اعترف الان أن لديه هذه الأسلحة.. حتى انه اعلن انه سينضم إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.
وقال من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان هذا العرض سوف ينجح واذا ما كان نظام (الرئيس بشار) الاسد سيحتفظ بالتزاماته.
ورأى ان “هذه المبادرة لديها القدرة على ازالة خطر الأسلحة الكيميائية دون اللجوء الى القوة خاصة لأن روسيا (التي اطلقت المبادرة) هي واحدة من أقوى حلفاء الأسد”.
وتابع الرئيس الامريكي في خطابه “ولذلك فقد طلبت من قادة الكونغرس تأجيل التصويت على السماح باستخدام القوة (لضرب سوريا) لمتابعة هذا المسار الدبلوماسي”.
وقال أوباما سأبعث وزير الخارجية جون كيري ليلتقي بنظيره الروسي (غدا) الخميس وأنا سوف اواصل المناقشات الخاصة مع الرئيس بوتين.
وأضاف لقد تحدثت (بهذا الشأن) مع قادة اثنين من أقرب حلفائنا فرنسا والمملكة المتحدة.
وأكد اننا سنواصل العمل معا بالتشاور مع روسيا والصين لطرح مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يلزم (الرئيس) الأسد بالتخلي عن الأسلحة الكيميائية وتدميرها في نهاية المطاف في ظل رقابة دولية.
وتابع واننا سوف نعطي أيضا مفتشي الامم المتحدة (بشأن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا) الوقت (الكافي) لاعلان النتائج التي توصلوا اليها حول ما حدث يوم 21 أغسطس” في الغوطة الشرقية في دمشق.
وأكد في المقابل “الاستمرار في حشد الدعم من الحلفاء من الأمريكتين الى آسيا الى الشرق الأوسط الذين يرون الحاجة للعمل” في اشارة الى العمل العسكري في سوريا.
واشار الرئيس اوباما في هذا الصدد انه طلب من الجيش الامريكي الحفاظ على تأهبه الحالي “لمواصلة الضغط على (الرئيس السوري بشار) الأسد وأن تكون (القوات الأمريكية المتواجدة في المنطقة) في وضع يمكنها من الرد اذا فشلت الدبلوماسية”.
واشار الى ان حكومة الرئيس الأسد قتلت بالغاز السام في ال21 من اغسطس أكثر من ألف شخص بينهم مئات الأطفال قائلا اذا فشلنا في العمل (الان) فإن نظام الأسد لن يرى أي سبب لوقف استخدام الأسلحة الكيميائية”.
ومضى الى القول انه مع اتخاذ اجراء (صارم) تجاه حظر هذه الأسلحة لن يفكر الطغاة مرة أخرى بالسعي للحصول على الغاز السام واستخدامه.
ولفت الى انه في حال وقوع اي عمل عسكري محتمل فانه سيكون محدودا ولن يكون مثل الحرب في العراق او افغانستان ولن تكون هنالك اي قوات امريكية على الأرض السورية.
واعرب عن اعتقاده بانه اذا فشلنا في اتخاذ اجراءات (حاسمة).. ومع مرور الوقت سوف تواجه قواتنا مرة أخرى احتمال الحرب الكيميائية في ساحة المعركة كما يمكن أن يكون سهلا للمنظمات الإرهابية الحصول على هذه الأسلحة واستخدامها لمهاجمة المدنيين.
ولاحظ اوباما انه اذا تسرب القتال الى خارج حدود سوريا فانه يمكن لهذه الأسلحة ان تهدد حلفاء (لنا) مثل تركيا والأردن وإسرائيل”.
وقال إن الفشل في الوقوف ضد استخدام الأسلحة الكيميائية يضعف الحظر ضد غيرها من أسلحة الدمار الشامل ويزيد ايران حليف (الرئيس) الأسد جرأة.. والتي يجب أن تقرر ما إذا كانت تريد تجاهل القانون الدولي من خلال بناء سلاح نووي أو اتخاذ مسار أكثر سلما.. وهذا ليس العالم الذي ينبغي أن نقبله.
وقال عندما يرتكب الطغاة فظائع فإنهم يعتمدون على ان العالم ينظر في الاتجاه الآخر حتى تلك الصور المرعبة تتلاشى من الذاكرة مضيفا لكن هذه الامور حدثت.. ولا يمكن إنكار الحقائق.
وخلص الرئيس الأمريكي الى القول السؤال الآن ما هو الشيء الذي يستوجب ان تفعله الولايات المتحدة والمجتمع الدولي حيال ذلك.. لأن ما حصل لهؤلاء الناس.. لهؤلاء الأطفال.. ليس فقط انتهاكا للقانون الدولي بل هو أيضا خطر على أمننا”.
قم بكتابة اول تعليق