كاميرون: الموقف المتشدد لبريطانيا وامريكا السبب لقبول سوريا المقترح الروسي

اكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان الموقف المتشدد الذي اتخذته بريطانيا والولايات المتحدة ضد سوريا كان السبب الرئيسي في قبول نظام بشار الاسد المقترح الروسي القاضي بوضع الاسلحة الكيميائية تحت الرقابة الدولية.

وقال كاميرون امام مجلس العموم البريطاني ان التهديد بالقوة ضد النظام السوري ردا على استخدامه للاسلحة الكيميائية الشهر الماضي بات في طريقه لايجاد حل دبلوماسي محتمل للازمة التي تعصف بسوريا منذ اكثر من عامين ونصف العام.

واضاف ان “العالم لم يكن ليجد نفسه في هذه المرحلة التي اصبح فيها نظام الاسد يبحث عن حلول للتخلص من اسلحته الكيميائية لولا الصرامة التي اتخذت ضده”.

وشدد على ان “التطورات الدبلوماسية في الازمة السورية تمثل تبرئة للمواقف التي تبنتها بريطانيا من قضية استخدام الاسلحة الكيميائية” مشيرا الى انه من غير المعقول التزام الصمت حيال جرائم وانتهاكات الانظمة الديكتاتورية.

من جهة اخرى دعا عدد من كبار الساسة والنواب البريطانيين اليوم رئيس الوزراء الى عدم تغيير استراتيجية بريطانيا في العالم ودورها على الساحة الدولية وذلك بعد فشل حكومته في الحصول على تفويض من البرلمان للمشاركة في اي عمل عسكري ضد سوريا.

جاء ذلك في رسالة وقعها عدد من كبار نواب البرلمان من ضمنهم رئيس حزب المحافظين السابق مايكل هاورد والرئيس السابق لحزب الديمقراطيين الاحرار اللورد اشداون ووزير الخارجية الاسبق السير مالكوم ريفكايند ووزير الدفاع السابق اللورد هاتن اضافة الى رئيس لجنة الخارجية البرلمانية السابق ريتشارد اوتاوي والسكرتير العام السابق لحلف الناتو اللورد روبرتسون ووزيري الداخلية السابقين ديفيد بلانكت وجاكي سميث.

واكدت الرسالة التي وجهت الى رئيس الوزراء ونائبه نيك كليغ وزعيم حزب العمال المعارض ايد ميليباند انه “مهما كانت الخلافات حول القضية السورية فإنه لا يجب ان تتحول هذه الازمة الى اداة لتغيير المواقف البريطانية المعروفة وبخاصة في القضايا الانسانية الطارئة”.

واضافت ان التراجع عن لعب ادوار ريادية على الساحة الدولية سيعني نسيان دروس الماضي من المجازر والجرائم التي وقعت في رواندا والبوسنة محذرة من خطر تبني بريطانيا لمواقف حيادية بشكل دائم.

واعترف موقعو الرسالة بأن الاخطاء التي وقعت في حرب العراق جعلت الرأي العام المحلي متخوفا من اي تحرك عسكري جديد ولاسيما في ظل الازمة الاقتصادية التي ادت الى تقليص ميزانيات وزارة الدفاع.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.