حسن كرم: من يحب الكويت لا يدعو للأحزاب..!!

بعض من يسمون بالسياسيين او الناشطين السياسيين وحتى بعض الأكاديميين يخرجون علينا في برامج ولقاءات تلفزيونية فيتحدثون عن الاوضاع السياسية الراهنة زاعمين بخبرتهم وعلمهم الذي لا يسبقهم عليه احد فيما اذا سئلوا عن الحلول جاؤوا اليك بالحلول الجاهزة المعلبة والمستوردة في تجارب دول وانظمة وشعوب لا تتفق والخصوصية الكويتية.
فمثلا اذا سئل عن رأيه بما يراه لاستتباب الاوضاع السياسية غير المستقرة.. أجاب: ان الديموقراطية لا تستقيم الا بوجود الاحزاب والحكومة البرلمانية وتداول السلطة وكأنه بذلك قد «جاب الذيب من ذيله» ناسيا لئن نجح النظام البرلماني في دول فلا ضمان لنجاحه او ملاءمته لبلادنا فلكل بلد خصوصيته التي يجب ان تراعى وتؤخذ في الحسبان.
في واقع الأمر الاحزاب موجودة وهي لا تعمل تحت الارض كما يزعمون انما تعمل فوق الارض وتحت الاضواء الكاشفة وعلى عينك يا حكومة على الرغم من انف القانون والدستور والاعراف الاجتماعية علاوة على ذلك مقراتها معروفة وقياداتها معروفة ايضا بل وحتى قواعدها وميزانياتها ومواردها المالية معروفة ومعلومة لدى الجهات الرسمية اذا لم تكن كل الحكومة فأقلها للمباحث وجهاز امن الدولة وفوق هذا وذاك فاذا كانت الدولة لا تعترف بالاحزاب صراحة الا انها تعترف بها وتتعامل معها من الباب الخلفي كواقع سياسي!!.
ولكن..!!
ثمة فارق ما بين ان تكون هناك احزاب وفقاً للقواعد القانونية، وبين تكتلات سياسية غير مقننة وان كانت تأخذ شكل احزاب هذا اولا، وثانيا، ان الخشية لا بقيام احزاب او قيام الحكومة البرلمانية وتداول السلطة فهذا الزي الموحد لكل الأنظمة الديموقراطية، بيد ان السوال هل اذا قامت احزاب وتم تداول السلطة ووضع شيوخنا على الرف فهل تنتهي مشاكل الكويت؟ بل هل نضمن استقرار الاوضاع فتتحرك عجلة التنمية وتزدهر الدولة وتعود بنا للعصر الذهبي.
ام اننا سننحو نحو الاسوأ حيث مصارعة الاحزاب على السلطة، وحيث يتشرذم المجتمع وتجد في البيت الواحد الابناء يتعاركون كلاً مناصراً لحزبه!! هذا ما يحدث في البلدان الحزبية المتخلفة ولنا في العراق مثال والاخطر هو قيام الاحزاب على اساس ديني او مذهبي او قبلي او فئوي مثلما هو حاصل في لبنان التي احزابها طائفية ومذهبية!!.
الكويت بلد صغير وعلى الرغم من ذلك مثقل بأمراض سياسية واجتماعية وطائفية ومذهبية ودينية، فماذا لو رخصت للاحزاب واتخذ كل حزب لونا دينياً او مذهبيا او طائفيا الا ترون اننا سنتحول من مجتمع مسالم الى مجتمع يبيد بعضنا بعضا..؟!!
من يحب الكويت ويخاف عليها لا يدعو للاحزاب فلنتق الله في انفسنا ونتق الله في وطننا درة الاوطان وتاج البلدان ولنعلم ان هناك من يضمر لنا ولبلدنا السوء والشر. معضلات الكويت لا تحل بالاحزاب وانما بالحب والاخلاص واختيار الاكفاء لنجرب هذه الوصفة فلعل بها العلاج الناجع.

حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.