في أول جلسة لمحاكمة مقتحمي ومعتدي ومتعدي رمز الديموقراطية والحرية وبيت الشعب الكويتي كله مجلس الأمة «من أعضاء مجلس 2009»، التصقوا كلهم بالحصانة واستخدموها درعا تقيهم ما يمكن ان ينالهم من سيف العدالة، وشموخ القضاء الكويتي، حين أجابوا انهم يتمتعون بالحصانة، لانهم أعضاء في مجلس 2009 الذي لم يصدر أي مرسوم بحله حتى الآن.
استغرب أنا المواطنة العادية شأن كل أهل الكويت المحبين لهذه الأرض الخائفين عليها، التي احترق جوفها وغاب النوم عنها ليالي بسبب مشاهد الاعتداء وصور مقتحمي مجلس الأمة يتقدمهم الأعضاء الذين ولدتهم أمهاتهم لهذا اليوم العظيم. ومشاهد الوقوف على طاولة رئيس المجلس والتعدي على خصوصيات الوزراء والنواب، حيث فتحت ادراج مكاتبهم، وتم العبث بمحتوياتها، حين ردحت الجموع المقتحمة في قاعته مهوسة، ومشاهد استراحة المحاربين والعرق يتصبب منهم بعد معركة الاقتحام وقيادة جموع الشباب المغرر بهم، استغرب عدم تخلي كل هؤلاء النواب وتطوعهم للاستغناء عن حصانتهم في مبادرة سيسجلها لهم تاريخهم، في تلك اللحظات ليواجهوا بكل شجاعة القضاء الكويتي.
لماذا لم يقل أي من هؤلاء النواب ان امهاتهم ولدتهم ليتخلوا عن الحصانة البرلمانية، عندما تحتاج المواقف البطولية منهم الى ذلك؟ لماذا انبعثت الروح فيهم عندما سئلوا في الجلسة الأولى ما اذا كانوا محصنين بالحصانة، فغادروا المحكمة بكل راحة؟
يا حرام على كل الشباب الذين لم تحمهم حصانة أو غيرها، ونالهم ما نالهم وسينالون أيضا ما تفرضه عليهم العدالة في ظل قضائنا النزيه ان شاء الله.
تمنيت فعلا ان يخرج رجل من هؤلاء النواب، ويعلن في أول جلسة انه يعلن استقالته من برلمان 2009 فقط حتى يتخلى عن كل ما يمكن ان يحميه من الانتعاش باليوم الذي ولدته امه، ويواجه المصيبة التي وجد نفسه فيها.. ولكن عجبي ممن يقول ويقول بصوت جهوري مرعب، واذا جاء الفعل، غاب ذلك الصوت الى حيث لا ندري.
***
هل هي مصادفة ان اليوم الذي مثل فيه نواب اقتحام مجلس الأمة جميعهم أمام القضاء في أول جلسة للمحكمة بهذا الشأن، هو اليوم الذي احتفلت فيه وزارة المالية برعاية من سمو رئيس الوزراء، وحضور عدد كبير من مسؤولي وموظفي القطاع المالي في الكويت، بتكريم الوزير الرائع مصطفى الشمالي الذي تألب الأعضاء أنفسهم، وانقضوا عليه في جلسة استجوابه التاريخية، التي كبر فيها أكثر وأكثر بعيون أهل البلد.
اقبال الاحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق