صلاح الساير: اليسارية السلفية

الخطاب الناصري (الوحدوي) قسّم الدول العربية إلى «رجعية» و«تقدمية» فأضحى كل من يمشي في صف عبدالناصر تقدميا، أما الدول التي مشت بعيدا عنه فدُمغت بالرجعية، حتى راج هذا التقسيم الساذج لدى الناس العرب بعد أن تلقفته القوى البعثجية والقومجية والثورجية وسائر اليسار العربي.

لم يكن «التقدم» و«التراجع» يحسب بحساب التنمية وتسخير الموارد لخدمة الشعب والارتقاء بالدولة وتقدمها، بل كان يحسب بالخطابات والشعارات الثورية حتى أصبح «البعث» على سبيل المثال تقدميا حتى وهو يحكم دولة كل ما فيها يتراجع، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، في الوقت الذي كانت الدول الرجعية تتقدم وتنمو بخطى ثابتة.

هذا الخلط لم يزل مخبوءا في تجاويف الأدمغة، فالبعض في غمرة «الربيع العربي» لا يفرق بين البيض الفاسد والبيض الجيد، فيضع كل البيض في سلة واحدة ليبيعه في سوق الكلام العربي، حيث تجد هذا البعض يردح ويشطح ويقدح في الأنظمة العربية الحاكمة بمجملها ويحملها وزر الخطايا، ليجمع المعمر البناء مع «معمر القذافي» من دون تفرقة بين الكرام واللئام.

هذا البعض من جماعة «اليسارية السلفية» لم يتحرر بعد من مفاهيم الرجعية والتقدمية لصاحبها جمال عبدالناصر، لذا تجده يرفض الحقيقة الساطعة في عالم العرب والتي تتجلى في الأنظمة الملكية التي قادت دولها بمسؤولية صارمة تجاه التنمية والاستقرار، بعكس المغامرين العرب الذين قادوا دولهم نحو الخراب.

www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.