فاطمة حسين: نسائيات 1

1- تاج على رؤوسنا

باسم صحبي من نساء الكويت وباسمي نتشرف بتتويجنا جميعا بتاج يحمل اسم وسمعة وقلب وعقل وإرادة امرأة اسمها (أم صهيب) أرملة المرحوم بإذن الله (د.عبدالرحمن السميط).
لقد طالت رقابنا واستقامت قاماتنا ولبسنا الفخر عباءة نلتف بها يوم عرفنا رفيقة من أفنى كل ما يملك من طاقة زمنية ومادية وصحية واختصر واجبات الدنيا لنفسه وأهله وذريته في المسار المحمود الذي اختاره باتجاه أعمق قارات العالم سواد فقر وعوز ومرض وبصحبة من نعتز بها بفخر لأنها أضافت نوراً إلى تاريخ المرأة الكويتية وزادته ضياءً.

2- عباءة وزارة الأوقاف

شكرا لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على إنجازاتها الرائعة في كل المشاريع التي وعدتنا بها ولكنها انتحرت في منتصف الطريق أو في خاتمته.
أولها: الحملة الرائعة لإعلاء كلمة الوسطية في الإسلام قولاً وعملاً لأن ديننا الحنيف معني بالفعل قبل القول. لكنها كيف ذهبت أدراج الرياح بعد صرف تلك الملايين التي خلّفت لنا هباء منثورا ليس بينها ولا قطرات من سماحة ديننا العظيم بل عمليات تفريخ مستمر لكتل وجماعات تمارس العنف قولا ومعنى ولا من رادع مما جعلنا نعيش وسط عالم نبحث فيه عن سماحة ديننا العظيم.. أين ذهبت؟؟؟
ثانيها: الرقابة على خروج وعاظ ومؤذني وأئمة المساجد الذين أثبتوا بأنهم أقوى منها وما يشتهون قوله يتقدم على قراراتها.
ثالثها: قطع أيدي كل من أخذ رشوة مقابل خدمة لمواطن مستحق مثل تراخيص المساجد ولعل آخرها إيقاف ترخيص المسجد الملاصق لـ(مول 360) – كما يتداول القوم – والله اعلم – ولا من يتحرك.
رابعها: توجيه الشباب الحريص على صلاة الظهر في منتصف الدوام الرسمي نحو تجفيف أقدامهم وأذرعهم بعد الوضوء وعدم نثر المياه في ممرات الوزارة في اتجاههم نحو المصلى مع طرطقة أنعلهم ونثر المياه الفائضة يمنة ويسرة حتى تكتمل الصورة الحضارية للإسلام الحنيف أمام المراجعين.
خامسها: أن يكف الكبار في الوزارة عن تعيين أقاربهم – وهمياً – بحيث يتخرج الشخص من الجامعة وفي سجله سنوات خبرة مثبتة في ملفه الوظيفي (كما يدعي القوم).
اليوم الأوقاف وبقائدها المميز والمحترم علما وعملا وصاحب النظرة الحضارية والرؤية المعمقة للدين والدنيا يقبل بدخول عباءة المرأة كعنوان للحشمة!! شخصيا لا أصدق ذلك وإن صح فعليه أن يعطيني حكماً للعباءة المغرقة بالعطور والبخور تتجول بين المكاتب الرسمية هل هذه هي الحشمة؟؟ وكيف يمكن لامرأة ترتدي العباءة أن تجلس على كرسي أمام المكتب أم عليها أن تعلقها على شماعة البشوت؟؟؟؟
سيدي الكريم لنتذكر انه حتى الديوان الأميري وهو قمة الهرم في حكم دولة الكويت لم يطلب ذلك.
أترانا سوف نصحو يوماً على دولة جديدة تخرج من رحم الكويت اسمها دولة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
أظننا نحتاج لصحوة دينية ودنيوية ترسم الحدود ما بين الدين والسياسة وبين العمل الخاص والعمل العام وبين الفكر العام والشهوة الذاتية والانتماء الخاص وهو ناتج طبيعي للنشأة والتربية والتعليم والأجواء الاجتماعية والسياسية والذي يجب أن يبقى ويظل مصدر فخر واعتزاز ولكنه ذاتي فقط يحتمل الاتفاق أو الاختلاف مع الأجواء العامة.. هذا ما تفرض علينا الظروف استيعابه.
ولكن ما إن يقفز هذا الشخص إلى الأجواء العامة أي خدمة العموم فلا بد له من تضييق دائرته الذاتية نحو الخدمة العامة في وسط رائع اسمه العدالة لأن كل قائد سياسي اليوم مهمته نقل الكويت إلى المستقبل أي إلى العالمية لن نعيش في القمقم وإلا حكمنا على أنفسنا بالموت، فالكويت تستحق الحياة في الضياء الحضاري.

فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.