زرت في إجازتي الحالية كثيرا من المتاحف والقصور في البرازيل والأرجنتين ولاحظت أنه رغم حداثة تاريخهم فإنهم يحافظون عليه بشكل متميز وفريد رغم أنه لا يُقارن على الإطلاق بالقصور والمتاحف الموجودة في دول العالم القديم، فالإضاءة لديهم محسوبة والأحذية تغطى بأغطية خاصة حفاظا على أرضيات القصور والمتاحف، والحراسة مكثفة وكاميرات المراقبة فعالة ولا يُسمح بدخول الكاميرات الخاصة.
>>>
هذا الأمر يوجب النظر في أحوالنا، فأين قصور وجامعات وجوامع ومدارس ومكتبات الأمويين والعباسيين وقد كانوا أكبر الحضارات البشرية في عهدهم؟ لقد حافظ الإسبان على جامعات وقصور المسلمين بأفضل مما قام به المسلمون أنفسهم، كما حافظ كمال أتاتورك رغم علمانيته على قصور الخلفاء العثمانيين حتى أصبحت محجا للسائحين لتركيا، بينما دمرنا حتى وقت متأخر قصور ملوك وباشوات مصر والعراق إبان هوجة… الخمسينيات!
>>>
آخر محطة: (1) علينا أن نشكر العواصف الرملية التي غطت وحمت أغلب تراث مصر الفرعوني حتى أعاد اكتشافها الرحالة الأوروبيون ولولا تلك الرمال لتم تدميرها من قبل الغزاة الذين تعاقبوا على حكم مصر، ومنهم القائد نابليون بونابرت الذي لم يعجبه صمت أبوالهول.. فضربه بالمدفعية الثقيلة ليتكلم!
(2) رحم الله الكويتي الكبير صالح شهاب الذي ملأ الكويت بالسياح الأجانب دون أن يطلب فلسا واحدا لنفسه، هذه الأيام تدفع مئات الآلاف من الدنانير للبعض ولم نر سائحا أجنبيا واحدا جلبته تلك الأموال الضائعة!
samialnesf1@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق