– بعد اكتشاف مؤامرة الإخوان المسلمين في الإمارات واندحارهم في مصر، أصيب بعض منتسبيهم وكتابهم بلوثة تدعو للرثاء والشفقة.
فيوم امس مثلا نقرأ لأحدهم قوله «اضراب المترو يشل القاهرة… وسيكون السيسي ورفاقه امام خيارين الرحيل أو سجن الشعب كله»!!.
وهذا كلام تائه الرشد فاقد المنطق، ينم عن آمال خيالية لا علاقة لها بالواقع المعاش في مصر التي اعتادت على الاضرابات اليومية والتظاهرات المتكررة لفلول الإخوان. والسيسي الذي يحلم مثلا هذا الإخونجي وأشباهه بإرساله الى السجن هو الحاكم الفعلي لمصر، وهو من طوى صفحة الاخوان الخبيثة، ومحا حروفهم من المفردات اليومية في الحياة المصرية بـ «أستيكة». فعن اي سيسي يتحدث كتاب الإخوان ومن يسمون مفكريهم؟!
وكذلك نجد مثل ذلك في كتابات الجنرال وأحد اسباب انكسارها وسقوطها من أعين الناس وفقدانها لاحترام العامة، لما يحمله من شؤم ولعنة ترافقه أينما ذهب.
فهو لايزال يتصور ان الجمهور بالغباء الذي يتمناه كي يصدق أكاذيبه وفذلكاته الهشة، فيواصل مشوار الهراء والتزييف متوهماً بأن مجرد نشر الهذيان في جريدة، يعني أن الناس ستصدقه!. غير مدرك بتاتاً، وفي انفصام عن الواقع، أن القراء يشمئزون من الكذب المفضوح والإسفاف الذي يزكم الأنفاس.
وما يفعله الجنرال لا يختلف تماماً عما يفعله «السواق» الغشيم الذي «غرزت» سيارته في الرمل فقام يدعس على «السليتر» او «دواسة البنزين» بقوة ظاناً أنه سيخرج السيارة رغماً عن الطبيعة، في حين أنه لا يفعل سوى ان يزيد في غطس «تايرات» سيارته أعمق وأعمق في الرمل!
إنها البلاهة التي ترافق رد فعل الصدمة التي يعيشها من ظن أن سيارته لا «تغرز» حتى سقط في «بحرة» رمل أكبر من قدرته وقدرة سيارته.
خلاصة الأمر. خطر الإخوان على أمن دول وشعوب المنطقة انحسر وتحجم ومصيره إلى عدم بحول واحد أحد، وكلما أسلموا زمامهم لأشباه هؤلاء فنهايتهم ستأتي أسرع وأسرع.
وعلى دول الخليج أن تقتدي بالشقيقة الإمارات فترمي بشت المجاملة وتشمر عن سواعدها لتنهي وجود الإخوان في مجتمعاتها وتغلق حنفيات التمويل التي اصابتهم بالتخمة المالية. ومن اراد الصلاة فالمساجد في الخليج لا حصر لها، ومن اراد الدين فلا حاجة له بجمعية اصلاح ولا جماعة اخوان ولا جمعيات خيرية أخرى قد يكون همها جمع الخير لمشاريع الارهاب والانقلابات.
نشاط الاخوان المسلمين بفكره الحالي الذي يقوم عليه يجب ان يحضر في جميع دول الخليج والا فإننا شعوب نعشق تكرار الخطيئة واعادة التجارب الفاشلة مرة تلو اخرى، وسنجد من يحيي تلك النزعة الاخوانية المصائبية من جديد.
طبعا وكالعادة نحن ننصح من لا يسمع وان سمع لم يصدق وان صدق لم ينصرف وان تصرف لم يحزم. وفي النهاية نخسر الكثير قبل ان نصلح الخلل.
أعزاءنا
من المسليات في هذا البلد الجاف هو ان نعود للارشيف فنقرأ ما كتبه البعض بعد سقوط نظام الرئيس حسني مبارك.. وكيف تحول من كان يعظم فخامة الرئيس الى كاره له يسميه بالمخلوع ويمجد ما سمي بالربيع العربي!. ثم اقرأ لنفس البعض الآن بعد فشل حكم الاخوان واندحارهم وعودة الجيش برداء السيسي.
ثم اقرأ لهم فرحتهم وثقتهم بضرب اوباما لسورية، ثم صمتهم عن نجاح الدبلوماسية الروسية في احتواء الموقف الامريكي.
تناقضات مسلية لمن يبحث عن التسلية الفكرية. ونحمد الله ان هذا القلم لم يدنس يوماً بمدح الربيع العربي لأننا لم نؤمن للحظة واحدة بأنه ربيع.
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق