تشير الإحصاءات إلى أن وفيات الحوادث في الكويت تبلغ 15 حالة لكل مئة ألف نسمة سنوياً، بينما النسبة العالمية الطبيعية هي 5 حالات لكل مئة ألف نسمة، وتبين أن عدد الوفيات من جراء الحوادث ارتفع خلال العام الماضي إلى 493 حالة وفاة، بينما كان في عام 2010 يبلغ 374 حالة فقط.
ومع كل أسف الأرقام في ارتفاع بصورة مطردة، فهناك سباق يومي على الموت في شوارع الكويت، فالرعونة في القيادة لم تعد مقتصرة على الشباب، بل وصلت حتى إلى وسائل النقل العامة والخاصة من باصات وسيارات أجرة تقود باستهتار غريب وكأنها ترغب بزيادة الوفيات في الكويت، فأين دور وزارة الداخلية من ذلك لا أدري؟
انتشار الكاميرات لم يعد كافياً، فنحن نحتاج إلى وسائل حماية من استهتار الآخرين بنا، فكثيرون لا يحترمون أولوية الدوار، ولا القانون وذلك لعدم وجود عقاب فوري للمخالف، ناهيك عن رداءة الشوارع والتكسير المستمر فيها والذي يتسبب في تلف إطارات السيارات، ويضاعف من الحوادث، ويدفع أرواحا جديدة للموت.
هكذا وبكل بساطة شوارعنا والاستمرار في تكسيرها وحفرها على مدى سنوات طويلة تقتلنا، واستهتار الباصات يقتلنا، وعدم وجود رادع قوي يقتلنا، وعدم احترام قواعد المرور والسلامة يقتلنا.
نحتاج إلى حملة إعلامية مكثفة تجرى فيها مقابلات مع مصابي الحوادث الذين أصيبوا بعاهات دائمة وإعاقات، وتجرى مقابلات مع أهل المتوفين وذويهم وتنشر في جميع وسائل الإعلام، لأن النصائح والإرشادات لم تعد كافية، فالفرد هنا يحتاج إلى أن يعيش صدمة وخوفاً نفسياً حتى يتغير.
لأن الحذر لم يعد كافياً، فالاستهتار بالغير هو الذي يقتلنا، وطريق النويصيب الذي تسبب في حوادث كثيرة لعدم وجود إضاءة كافية مشكلة لم نجد لها حلاً حتى الآن، والحوادث مستمرة حتى الآن دون أن تحرك الدولة ساكناً!
إنهم يرحلون قبل أوانهم، يغرسون سكيناً من الحزن في نفوس ذويهم، يموتون في عز شبابهم ليتركوا الحسرات والعبرات في قلوب أحبتهم.
نطالب البلد بصحوة فعلية تجاه هذه المشكلة، فشبابنا يموتون واحداً بعد الآخر، ويرحلون كأوراق الخريف، فسلامتنا في خطر، لذلك نطالب أيضاً بحمايتنا مما يحدث من سباق ورعونة واستهتار مخيف يحتاج إلى وقفة حقيقية، وتعاون مع جميع الجهات المعنية، فالموضوع أهم من أن يتم تهميشه أو دفنه بإجراءات تحفها البيروقراطية العقيمة.
قفلة:
أتقدم بأحر التعازي لأسرة الدكتور علي الشملان على فقيدهم الشاب شملان الشملان 29 عاماً، وأتقدم بأحر التعازي لأسرة الفيلكاوي على فقيدها عبدالعزيز 12 عاماً، عسى الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، ضحايا حوادث سير في أسبوع واحد.
المصدر جريدة الجريدة
قم بكتابة اول تعليق