صالح الغنام: رجال الحكم… أين هم?

منذ أن وعينا على هذه الدنيا, ونحن نسمع من أهلنا وذوينا عن شخصيات بارزة, مهيبة الركن والجانب في أسرة الصباح الكريمة. شخصيات كان لها دور عظيم وفاعل في حفظ هيبة الدولة والنظام والأسرة, رغم أن كثيراً منهم لم يكن يتولى منصبا رسميا في الدولة, ولكن هذا هو ديدن رجال الحكم الأشداء الأقوياء, الذين يدركون بحكمتهم ووعيهم وببعد بصيرتهم, أهمية حماية الحكم والحفاظ عليه من الارتجاجات والتصدعات التي قد تُحدثها تقلبات الظروف والأزمنة. رجال الحكم, الذين نشير إليهم بالأشداء الأقوياء ونفتقد أثر وجودهم, لا نعني بهم من كانوا يميلون للعنف والكِبر والتجبر, كلا وألف كلا, فزمن “الخيزرانة” ولى إلى غير رجعة, ولكننا نقصد بهم أولئك الرجال الذين كان الحكم يعتمد عليهم للقيام بالكثير من الأعباء – التي تخص شؤونهم الداخلية – كي تتفرغ القيادة لإدارة شؤون الدولة.
التساؤل عن رجال الحكم, لا يعني عدم وجودهم, فهم كثر ولله الحمد, وعموم الناس يعرفونهم بالاسم ويتوسمون فيهم الخير, فمنهم أقطاب, ومنهم من يمثل رقما صعباً لا يمكن تخطيه وتجاوزه, إن كان على مستوى الأسرة, أو في المشهد السياسي, ولكن السؤال المُلح, هو عن غياب دورهم, فإن كان لهم دور ويقومون به بالفعل, فهو دور غير مؤثر وغير محسوس, ولا أثر له إطلاقا على جميع مجريات الأحداث على أرض الواقع. هذا هو مدعاة طرح العديد من الأوساط الشعبية لهذه التساؤلات المتشككة أصلا في قيام رجال الحكم بدورهم. فحسب الظاهر, فإن الأعباء كلها تقع على كاهل المراجع العليا من دون معين حقيقي تعتمد عليه, يسعفها ويخفف عنها حجم المسؤوليات العظيمة التي تقوم بها, كما كان يفعل رجال الحكم خلال العهود الماضية.
إن سبب خوضنا في هذا الشأن بالغ الحساسية, رغم كراهيتنا الخوض فيه, يعود إلى أن الأمور بلغت حدا لا يمكن احتماله, فالخطوط الحمراء سقطت منذ زمن, وبتنا نعيش مرحلة الخطر, وهي مرحلة لم يتوقع أسوأ الشامتين وصولنا لها بهذه السرعة, فالإساءات والتجريح والسباب والشتائم التي قيلت الأسبوع الماضي بحق واحد من أبرز أقطاب الأسرة, جعلتنا نصاب برعب شديد, ونشعر وكأن هناك من يستعد لمرحلة “تنظيف السلاح”! فالمراهق الذي باح بكل تلك القذارة, يعلم أهل الكويت جميعا بأنه ليس سوى لسان مستأجر, وأنتم يا رجال الحكم “أبخص” بمن استأجر لسانه, فإن كان لكم دور, فماذا تنتظرون? فاليوم يومكم, وهذا وقتكم, فاعملوا من فوركم على تصفية الخلافات وتجسير الهوة, وكفوا – بالطيب أو القوة – أيدي من يشتري الأتباع لضرب أركانكم, فكم من سفيه “طز” عينه بإصبعه فأعماها من دون أن يدري!
salehpen@hotmail.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.