تأمل العالم أجمع حلولاً كثيرة في قرار الرئيس الأميركي أوباما الذي كان محل التداول عالمياً بخصوص الضربة العسكرية التي كان مخططاً لها ضد النظام الوحشي السوري، لكن هذا القرار منذ بداية تداوله إعلامياً كانت لديّ حياله قناعة تامة بأنه لن يتحقق أبداً، وهذه القناعة تكوّنت عندي بسبب الصمت الإسرائيلي المُطبِق حيال هذه الضربة العسكرية. إسرائيل لم تُصرّح ولم تعطِ أي تصوّر ولم تُعلّق بخصوص ذلك القرار الأميركي، وفي هذا دلالة على أن إسرائيل متوجسة ومُترقبة وهي غير راضية عن تلك الضربة، لأنه إلى الآن لم يحن الوقت المناسب بالنسبة لها في استبدال بشار النعجة بآخر محله، فبوجود بشار يتحقق لإسرائيل عدة أمور إيجابية، وأولها وأهمها استقرار الجانب الأمني مع اسرائيل، فعندما يسقط بشار سواء بعد الضربة العسكرية الأميركية أو عن طريق آخر لم تشارك إسرائيل فيه، فإنها سوف تجهل من سيكون هو الرئيس القادم لسورية، ولعله سيكون من تلك الجماعات التي ستسبب مشاكل كثيرة تخشاها بشكل جدي اسرائيل، لذا هي حتى الآن خائفة ومتوجسة من الرئيس القادم لسورية إن كان وصوله لكرسي الرئاسة أتى به عن طريق ساحة القتال لا ساحة الديبلوماسية والمفاوضات الدولية.
من الجانب الآخر هذا الذي حصل من ظهور تداول القرار الأميركي بخصوص الضربة التي كانت ستوّجه للنظام السوري، ثم انتهائه بالصورة التي كانت بينهم وبين الروس بتسليم وتدمير السلاح السوري الكيماوي هو أمر مخجل جداً للدول العربية، وهذا الضعف ليس بغريب ولا جديد عليهم، فهم ما زالوا أذناباً وتبعاً لا رؤوس ولا متفردين في قراراتهم ومصيرهم السياسي. أما عن موافقة بشار النعجة على المقترح الروسي في تسليم كل السلاح الكيماوي السوري وتدميره فهو قرار لا يخدم بالدرجة الأولى والأخيرة إلا إسرائيل. وتحيا إسرائيل تحيا تحيا فهي الكاتب والبطل والمُصوّر والمُخرج!
roo7.net@gmail.com
Twitter: @alrawie
المصدر جريدة الجريدة
قم بكتابة اول تعليق