كشف في دراسة علمية جديدة اجراها فريق بحثي من جامعة “ويريك” البريطانية ونشرت نتائجها في مجلة “الطفل: الاساءة والاهمال” عن أن “الاطفال الذين يتلقون تربية أسرية سلبية (الاساءة- الاهمال-والحماية الأسرية الزائدة عن الحد) أكثر قابلية للوقوع ضحية للتنمر من بعض قرنائهم” (المصدر: “يوريكا” 25-4-2013). ووفقاً للباحثين “التربية الأسرية السلبية” تشير أيضاً إلى التربية القاسية والصارمة وهي نقيضة التربية الواثقة والرحيمة. ويدعو الباحثون البريطانيون المسؤولين التربويين إلى التركيز على تشجيع التربية الأسرية الايجابية وبخاصة تلك التي تحدث في المراحل العمرية المبكرة (قبل دخول المدرسة).
أعتقد أن التربية الأسرية السليمة ستحمي الأطفال من التعرض لكثير من المشكلات والضغوط النفسية السلبية. فوفق دراسات نفسية متعددة, من المفترض أن يحرص الوالدان على توفير جو إيجابي وداعم للطفل لكي ينشأ في بيئة منزلية آمنة وسليمة. فمن ينشأ في بيئة أسرية منظمة ومعتدلة سيكتسب مهارات اجتماعية إيجابية تجعله أكثر وثوقاً في نفسه, وأكثر قدرة على مواجهة مختلف تحديات مرحلة الطفولة, ولعل أكثر ما يقلق بعض أولوياء الأمور حول نشأة أبنائهم وبناتهم هو عدم تعرضهم لاحقاً للتنمر وللاستضعاف والتهديد البدني والنفسي من بعض اقرانهم سواء في المدرسة أو خارجها.
ومن هذا المنطلق, التربية الاسرية السليمة تحمي الأطفال من الوقوع ضحية الاستغلال أو التعرض لسوء المعاملة, سواء من بعض البالغين أو من اقرانهم. ما يأتي بعض مبادئ التربية الأسرية السليمة:
رعاية أسرية تتميز بالرحمة والعطف وعدم التذبذب في تأنيب الطفل والتغاضي عن أخطائه في آن واحد.
تنمية الوازع الأخلاقي لدى الطفل يستطيع من خلاله التفريق بين الخطأ والصواب في تصرفاته.
زرع الثقة الشخصية المعتدلة في الطفل وبشكل عقلاني, كي لا يطغى على اقرانه.
توفير الرعاية والدعم النفسي المباشر والسريع من الوالدين وبخاصة عندما يتعرض الطفل للتنمر المدرسي.
مشاركة الأطفال حول ما يجري في حياتهم اليومية, وسؤالهم بشكل مستمر عما ساهموا فيه داخل المدرسة.
الحماية الأسرية الزائدة عن الحد تسبب ضعف الثقة بالنفس والاتكالية السلبية عند الطفل.
تثقيف الوالدين لأنفسهم حول التربية الايجابية وكيفية التعامل مع الأطفال خلال مراحل نموهم المختلفة.
تكريس التعاون والمشاركة والتآلف العائلي الرحيم بين أعضاء الأسرة.
تكريس الإحساس الايجابي بالاستقلالية الفردية المعتدلة لدى الطفل.
تكريس الاحساس بالمسؤولية الأخلاقية حول التصرفات الشخصية.
أولادنا وبناتنا أمانة في أعناقنا.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق