– طارق السويدان قال في لقائه الأخير مع الزميلة الكويتية عن سمو الأمير الملكي الوليد بن طلال «.. وسمو الأمير له مصالحه وتجارته ومواقفه السياسية، فلما وصلنا لنقطة لم نلتق فيها اختار الفراق!. أنا كنت أتمنى أن يكون الفراق بود واحترام أكثر لعشرة سنين لكنه اختار الطريق الآخر»!!.
واستخدام مفردة.. «فراق» بدلاً من «خلع» هنا بها رومانسية لا علاقة لها بالموضوع ولا تليق بلحية السويدان. ولكن الحقيقة هي التي ضاعت بين هذه الأحرف المنسقة، فالحقيقة هي أن سمو الأمير الملكي كان قد نشر كتاب فصل السويدان من عمله لديه في وسائل الإعلام قبل أن يعلم به السويدان، والحقيقة كذلك أن كتاب الفصل المسبب يكشف السويدان كما يراه الوليد بن طلال أو كما انتهت اليه صورة السويدان الحقيقية أمامه!.
ولن نخوض في تفاصيل الكتاب كي لا نثير مواجع السويدان ونفتح جروح الوليد في وجهه وقلبه، ولكننا نود أن نتحدث عن لقائه الأخير كي نعري فكره الذي يدعيه والحقيقة التي يواريها.
أولاً دعواه بأنه قد رد وكذب رواية المرحوم سعود الناصر عن زيارته لواشنطن اثناء الغزو ومطالبته بخمسين مليون دولار.
فنقول له، لو كانت الرواية كاذبة لما ترددت في اللجوء الى المحاكم لإنصافك.
أما قضية «اليمين» على من أنكر، فهو مبدأ لطالما استخدمه مدعو الصلاح والإصلاح.
ولكن لنقرأ للسويدان بعض كلامه في هذا اللقاء الأخير. فهو يتدرج على استحياء في الصعود، فيقول انه التحق بالاخوان المسلمين منذ سن السابعة عشرة ومع ذلك فليس له انتماء لحدس كما يدعي!.
ثم نراه يقول ويؤكد «انا احد قيادات الاخوان المسلمين وجزء رئيسي من هذه القيادة»!!.
فإذا كانت حدس هي الذراع السياسية للاخوان وانت جزء رئيسي من قيادة الاخوان، فكيف تفسر وتقنع متوسطي الذكاء مثلنا بأن ليس لك علاقة بحدس؟!!
ولكن المضحك والدليل على التلاعب بالمفردات والتلبيس المتعمد عند الاخوان اننا نفاجأ بالسويدان القيادي في الاخوان وهو يقول «بالمناسبة انا عقيدتي سلفية وما زلت»!!!
عيني عليك باردة يا طارق، سلفي العقيدة وقيادي في الاخوان؟!!. هل أنت جاسوس السلف على الاخوان مثلاً؟، واما انك لا تعي ما تقول؟! أو انك تعتقد بأننا لقمة سهلة لأحاديث ملفقة؟!
يا طارق لا تبع الماء في حارة السقايين.
– منذ الخمسينات والكويت هي الملجأ الآمن لثعابين الاخوان المسلمين الهاربة من بطش عبدالناصر.
والكويت منذ الخمسينات وهي مطمع للاخوان للاثراء والتمويل وخلال الستينات بدأت تنضج لتكون بيئة راعية لتنشئة الكوادر وتفريخ الطاقات.
اما السبعينات فقد تحولت الى مركز جاذب لأصحاب الرأي الاخونجي والمنظرين والمدربين منهم. وذلك بسبب التسامح المتفشي في أخلاق الحكام والمحكومين.
ولم تأت الثمانينات إلا وكانت الارض قد فرشت للاخوان ممولين باموال هائلة من الصدقات والتبرعات حسنة النية، ومدعمين بتعيين قواعدهم وقياداتهم في اهم مفاصل الدولة.
سيطروا على التعليم وجزء من الاعلام، واقتحموا الصناعة النفطية مثلما سيطروا على الاوقاف وتسللوا إلى مواقع حساسة أخرى في الدولة مثل النيابة وغيرها.
تكاثرت تجمعاتهم وتنوعت مسمياتها لتشكل نسيجا يوحي بحيوية واختلاف الانشطة الاجتماعية، في حين انها جميعا تدار لصالح الاخوان وحسب اجندة مسبقة الاعداد.
يبدؤون بتدريب التلاميذ في المدارس على ايدي المدرسين الاخونجية ثم يتلقفهم اتحاد الطلبة الاخوانجي في الجامعات ليستميلوهم بشتى الاغراءات مع الوعد بالتوظيف المباشر بعد التخرج.
وظاهرة الإخوان في اتحادات الطلبة تحتاج إلى وقفة ودراسة ونفضة تستهدف الرأس لنقضي على أفعى الإخوان المتمددة في دهاليز الجامعة.
الخلاصة، إن الإخوان يشكلون دولة داخل الدولة تمكن نفسها خلال مرحلة التمكين لتكون مستعدة لابتلاع الدولة والحلول محلها.
فإذا كانت الصحوة الإماراتية قد نبهتنا والثورة المصرية قد أعاقت مخطط الإخوان إلا أن خطرهم على الكويت ما زال قائماً. بل إن استخدام العنف في مصر والمطاردة في دول أخرى كالإمارات، بدأ يجعل من الكويت الملاذ الوحيد لتحقيق حلمهم المريض بحكم بلد خاص بهم ويمثل أجندتهم.
والدولة الكويتية ممثلة بنظامها وأجهزة أمنها والأهم شعبها، إن لم تستوعب هذه الحقيقة وتعمل على سحب البساط من تحت أرجلهم، فإن ابتلاع الكويت سيكون أسرع و أسهل على الأفعى الإخوانية.. لأنها حينذاك ستكون «أناكوندا» عملاقة لن يقف في طريقها شيء.
أعزاءنا
إذا كنا قد أزعجنا السذج عندما رفعنا شعار الولاء للكويت والعداء للإخوان، فإننا نرفع اليوم شعاراً يقول لا عز للكويت إلا بدمار الإخوان.
ومن يزعل اليوم سيكتشف هذه الحقيقة غداً. وكل ما نتمناه ألا تكتشف هذه الحقيقة… بعد فوات الأوان.
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق