كثر الحديث عن مطالبات بتعيين رئيس حكومة شعبي، وقبلها بإمارة دستورية، وكأن من يتحدث أحد فطاحل السياسة البريطانية، متجاهلا أن هناك أموراً لا تبيح مثل هذه المطالبات المخالفة لرأي الشارع الكويتي، فهل تضمن أنت يا من تطالب بها، النزاهة والحيادية؟ وهل تضمن أنت عدم إشراك أبناء عائلتك، أو قبيلتك، أو طائفتك، في وزارات الدولة ومؤسساتها المختلفة، عبر توزيع المناصب المهمة، والحساسة؟
هل تعلم ماذا تعني رئاسة الحكومة الشعبية، أن تقع تحت يديك جميع أجهزة الدولة، الجيش والحرس الوطني، والداخلية، هذا عدا سيطرتك المطلقة على البنك المركزي، وتفردك باتخاذ القرار دون الرجوع إلى مؤسسة الحكم،هل تعلم يا أخا العرب، أن مطالبك هذه هي أقرب إلى الزلزال المدمر؟ وهل تعلم أن هذه المطالبات الخطيرة جدا تفتح نافذة وربما بابا إلى تأسيس الجمهورية، وأنت تعلم علم اليقين أن الكويتيين بأطيافهم ومشاربهم، لن يقبلوا بترهاتكم، ومطالبكم المخالفة لتوجه الشارع، حتى وإن هرولتم إلى ساحة الإرادة، أو غيرها؟!
هناك من يطالب بهذه الأمور لأجندة سياسية، كجماعة الإخوان -حدس، وهناك من يطالب بها، متبعا القوم، دون أن يعي أنه وقود للآخرين، يقودونه كيفما شاؤوا، حتى وإن ترزز على صدر الصفحات الأولى، فمن لديه ذرة من حب وعشق لأرض الكويت، لا يمكن له أن يسلمها لقمة سائغة إلى الغوغاء، بعد أن كانت جنة يتغنى بها الجميع، يريد هؤلاء العبث بحاضرها ومستقبلها لأجل شهوة الحكم والسيطرة التي تملكتهم، كحدس، والتكتل الشعبي، يريدون هز استقرار هذا البلد الآمن، الذي التزم حكامه طيلة تاريخه والممتد منذ ثلاثة قرون، شعرة معاوية، دافعهم في ذلك، مصالح الكويت العليا، وانظر إلى تاريخ مبارك الكبير الذي استبسل وقاتل ليجعل من هذا البلد الصغير في إمكانياته قلعة وحصنا للآمنين، فهل تريد أنت يا من استحوذت عليك شياطين الإنس، أن تشرد شعبا آمنا، بإدخالك بلدهم في نفق مظلم؟ لن يأتي من وراء مطالباتكم سوى النزاعات والحروب وتفريق المجتمع، ولك أن تنظر إلى لبنان، ولا تنظر إلى غيره، لترى حجم المعاناة التي يكابدها الأشقاء هناك، كلٌ حزب بما لديهم فرحون!
twitter:@alhajri700
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق