طارق إدريس: جامعة الكويت… الحضور والغياب

في عام 2017 تفتتح مدينة صباح السالم الجامعية, بإذن الله, اول كلية في الحرم الجامعي الاضخم في مسيرتها الاكاديمية التي انطلقت مع وضع حجر الاساس عام 2004 بحضور سمو الامير ¯ حفظه الله ¯ وتأتي هذه الزيارة الميدانية التي اعلنت فيها جامعة الكويت افتتاح اول كلية في مشروعها الحيوي كانت الاسبوع الماضي بحضور القيادات الجامعية ووزير التربية والتعليم العالي الدكتور نايف الحجرف ورئيس مجلس الامة مرزوق الغانم وعدد من النواب تلمس فيها الزوار اوجه المعاناة التي تعانيها جامعة الكويت بسبب تأخير اكبر مشاريعها الحيوية نتيجة “الصراع” السياسي منذ اكثر من تسع سنوات بين القوى السياسية في مجلس الامة والحكومات المتعاقبة التي ابتعدت عن انجاز اقتصادي واجتماعي نظير مكاسب سياسية على حساب الوطن والرعية وغاصت جامعة الكويت حتى اليوم في مشكلة توفير “الممرات” الامنة لمستقبل طلابها, في المقابل جامعة الكويت اليوم تعمل على قدم وساق لانجاز مبان اضافية في الحرم الجامعي بكيفان لمواجهة ضخامة اعداد الطلبة المقبولين في كلياتها الانسانية الذين تضيع منهم المحاضرات نتيجة التأخير والغياب جراء ازمة المواقف المحيطة بكليات الاداب والتربية والشريعة في ظل ذلك التخطيط لمشاريع الطرق السريعة الذي يحاصر كل شوارع الكويت في هذه الظروف تكون جامعة الكويت في كشف الحضور والغياب الاكاديمي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي لاسباب مهمة بالتأكيد قد “غفل” عنها “استبيان المواطن” الذي يدافع عنه رئيس واعضاء مجلس الامة بعد الزيارة الى مشروع الحرم الجامعي في مدينة صباح السالم التي تقع على مفترق طرق الازدحام والفوضى اليوم فكيف في عام 2017 عندما تبدأ اولى الكليات بالعمل?
***
معاناة الطلبة والأساتذة
حالة من الازدواجية تعيشها الجامعة اليوم في ظل ازدحام كل الشوارع المؤدية الى كلياتها وفي ظل كل القاعات الدراسية وخصوصا في الكليات الانسانية التي تغص بالطلبة والطالبات بسبب “قانون منع الاختلاط” والقبول المتضخم نتيجة التدخل السياسي في اجبار الجامعة على قبول كل المتقدمين خلال السنوات الماضية ليصل اليوم عدد الطلاب الى 38500 طالب وطالبة في كلياتها الثمانية عشرة.
وهنا نقول: تصوروا ثلاث كليات هندسة في مبنى واحد بالخالدية وقاعات الدراسة يتجاوز عدد طلابها 150 طالبا وطالبة وتشغيل كل الطاقات في الهيئة التدريسية مع الاستعانة بمساعدين أكفاء لمواجهة هذا الحضور المكثف في ساعات العمل وفي غياب المسؤولية السياسية لمجلس الامة والسلطة التنفيذية لوضع الحلول والتي تخفف الضغط على الجامعات والطرقات, فأين اولويات الوطن في استبيان المواطن?!

المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.