“وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” ( التوبة 105).
أعتقد أن مهنة التدريس من أنبل المهن الإنسانية والأخلاقية. فإضافة إلى أن المدرس يساهم بشكل رئيس في تشكيل شخصية وعقل الطالب, فهو يعتبر أيضاً قدوة للطلاب. ومن هذا المنطلق, ولأن مهنة التدريس مهمة إنسانية نبيلة وتؤثر بشكل رئيس في تكوين السمات الأخلاقية الأساسية لطالب العلم, فالطلاب بالنسبة للمدرسين المخلصين “وديعة وأمانة” في أعناقهم. ولذلك, أؤمن أن المدرس المخلص والوفي لواجباته وأهدافه التربوية النبيلة سيحرص كل الحرص على التعامل مع أبنائه وبناته من الطلاب, ليس فقط كونهم أبناءه بل كونهم أمانة ووديعة أخلاقية يستحقون أفضل أنواع الرعاية: ما يلي بعض المبادئ التربوية التي تكرس مفاهيم التعامل الأخلاقي النبيل مع قادة المستقبل:
يحرص المدرس على تطوير قدراته ومهاراته الذاتية بهدف تعليم الطلاب بشكل أفضل.
ينظر المدرس إلى نفسه كقدوة أخلاقية للطلاب خارج وداخل أسوار المؤسسة التعليمية.
الطلاب وديعة وأمانة لدى كل من يخلص في عمله التربوي ويتقي الله في نفسه وفي من هم تحت مسؤوليته.
التعامل مع الطلبة كوديعة وأمانة ينطبق على الهيئة التدريسية والادارة المدرسية.
يحرص المدرس على توفير بيئة مدرسية آمنة للطلاب.
يتعامل المدرس المتميز مع أبنائه الطلاب كأعضاء أساسيين في الأسرة التربوية والمدرسية.
يحرص المدرس المخلص على عدم السعي وبأي شكل من الأشكال للتربح الشخصي من الطلاب.
يكرس التعليم المتميز استقلالية الطلاب ويحثهم على التعبير عن آرائهم بشكل متزن وأخلاقي.
عندما يتعامل المدرس مع طلابه على أنهم “وديعة وأمانة” فمن المفترض أن يكون مستعداً دائماً لحمايتهم والدفاع عنهم بل والتضحية من أجلهم إذا ما تعرضوا لا قدر الله لأي خطر يهدد حياتهم أو أمنهم النفسي داخل أسوار المؤسسة التعليمية.
المدرس الذي يتعامل مع الطلاب كوديعة وأمانة في عنقه لا يستغلهم مالياً بالدروس الخصوصية.
يمنع القانون التربوي في الكويت استفادة المدرس المعين في وزارة التربية من تقديم دروس خصوصية سواء لطلابه الذين يدرسهم أو للآخرين.
يحرص المدرس المتميز على توفير الأمن النفسي والمعنوي للطلاب, فيتعامل معهم بشكل إنساني رحيم, ويحترم خصوصياتهم الشخصية ولا يستهزئ بقدراتهم أو يحط من قدرهم.
يتعامل المدرس المتميز مع طلابه بشكل عادل, بغض النظر عن جنسياتهم, فهم أولاً وأخيراً أبناء وبنات المؤسسة التعليمية التي يعمل فيها.
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق