كالعادة.. بعدما تخرج الحكومة منتصرة من أي معركة تخوضها تتولى هي هزيمة نفسها بنفسها!!، أستغرب من عدم استغلال الحكومة الكويتية بل والنظام نفسه لهذه الفترة التي يجب ان يعتبرها ذهبية بالنسبة له، حيث لا منافسين ولا منغصين ولا معرقلين، فقط على الحكومة ان تعمل لتجني وتحقق المكاسب، ولكن مع الاسف لا نجد حركة سريعة تواكب وتلائم الظروف الراهنة.
الحراك الذي ازعجكم لفترة طويلة وانهككم وانهك مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية هدأ وركد، التحريض عليكم لم يعد يجدي، والباقي عليكم فقط هو ان تحسنوا ادارة الدولة، واعلموا ان النار تحت الرماد لم تخمد كلية.
مخطئ من يظن أن الناس تنتظر فقط العطايا والهبات والمنح والأموال والتموين المجاني، الناس اليوم تطلب امرين في غاية الاهمية، الاول هو «العدالة»، والثاني هو «الجودة»، وكلا الامرين متداخلان في معظم شؤون الحياة.
اما عن العدالة فإن المطلوب فورا توطيد الاسس التي تجرى بموجبها انجاز المعاملات الرسمية وأي علاقة للمواطن بالدولة، فلا داعي للتمييز بين هذا وذاك ولتكن هناك اسس واحدة منطقية موضوعية محدثة تنطبق على الجميع.
اما «الجودة»، فهي الارتقاء الفوري بالعمل الحكومي وتبسيط الاجراءات واستخدام شيء قابع على المكاتب اسمه (الكمبيوتر) وتحسين اختيارات الدولة للمدرسين والاطباء والمهندسين والمهنيين والموظفين بفرض معايير صارمة وعقوبات اشد على غير الملتزمين، هذا هو المطلوب فورا، اما اذا استمر الحال على ما هو عليه، واستمرت (ريما) على عادتها.. فلا تستغربوا عودة الحراك خصوصاً مع اعتدال الجو واشتياق اصحابه الى تجمعاتهم الميدانية.
وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
أنستغرام: @waleedjsm
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق