فؤاد الهاشم: جاسم القطامي.. جبل من الرخام!!

ودعت الكويت – يوم أمس – رجلا كريما من رجالاتها هو المرحوم – بإذنه تعالى – «جاسم القطامي» الذي تدهشك صفاء نيته وبياض قلبه وطهارة لسانه.. على الرغم من عمله في السياسة طيلة اكثر من ستين عاما!! حورب طيلة حياته، لكنه كان اشبه بجبل من الرخام الاملس، ان حاولت ان تصطدم به تكسرت عظامك، وان فكرت في تسلقه «تزحلقت» ووقعت تحت.. اقدامه!! «الاشاعات» احدى الاسلحة التي استخدمت ضده، وقد كنت – والمئات ممن تواجدوا ذلك اليوم في مقره الانتخابي بمنطقة الشامية في احدى ليالي عام 1985 – شهودا على ذلك!! كانت ندوة تحدث فيها المرحوم «عبداللطيف ثنيان الغانم»، وقتها، سمعت بالخبر من زميل في «الوطن» كان مكلفا بتغطية اخبارها، فطلبت منه ان يعطيني جهاز التسجيل الخاص به، اذ لم امتلك جهاز تسجيل طيلة حياتي الصحافية ولا اعرف كيفية استخدامه ولا احب حمله في أي مكان، بل يكفي ان احاور شخصا ما لعدة ساعات ثم اعود الى مكتبي واكتب الحوار كله مصاغا على شكل موضوع لا على شكل «سين وجيم»، حتى ان الأمير الراحل الشيخ «جابر الأحمد» امتدح هذه «الخاصية» التي امارسها قائلا انه «لا يحبذ وجود جهاز تسجيل مع أي صحافي يريد اجراء حوار معه، بل يفضل ان يستمع اليه المحاور، ثم يصيغ كل ما قاله بأسلوبه هو»!! ذهبت الى ندوة المرشح – في ذلك الوقت – «جاسم القطامي» ثم.. تسلم المرحوم «عبداللطيف ثنيان الغانم» الميكروفون وابتدأ.. يتحدث!! مرت اكثر من ساعة ونصف الساعة والناس تستمع – بصمت – وبينما كانت اذني اليمنى واليسرى مع «الغانم» وكلماته، كانت عيني اليمنى واليسرى على جهاز التسجيل الذي وضعته امامه تحسبا لانتهاء شريط الكاسيت وضرورة استبداله أو تغيير.. وضعيته!! في احدى لحظات الحماس الجماهيري لبعض فقرات حديث «الغانم» السياسي والارشيفي والتاريخي – ووسط التصفيق – وقبيل انتهاء الضيف من حديثه، اصاب الحماس – ايضا – المرحوم «جاسم القطامي» فأمسك «بغترته وعقاله» ونزعهما عن رأسه ملقيا بهما جانبا قائلا: «يقولون عني انني معارض وثائر؟! انت – يا عبداللطيف الغانم، اكثر مني معارضة وثورية»!! وقتها أيقنت انني اتخذت «القرار الصائب» بوضع جهاز تسجيل امام ذلك الرجل الكبير، فشخص بمثل قيمة «الغانم» السياسية لا يمكن ان ينطق الا بكلمات توزن بميزان الذهب والفضة والالماس!! لم اكن مستعدا – على الاطلاق – للاعتماد على ذاكرتي حين يتحدث رجل كبير «عملاق» مثل «عبداللطيف ثنيان الغانم»!! عدت الى الجريدة – ومعي شريط التسجيل – وبعد ان شاهدني الزميل المرحوم – رئيس التحرير آنذاك – «جاسم المطوع» وانا ابدأ العمل والاستماع «لتفريغه كلمة بكلمة» طلب مني ان اترك هذه المهمة للزملاء في «قسم الاستماع» والذين تخصصوا في تلك المسألة، لكنني رفضت!! لم اشأ ان تضيع كلمة واحدة من كلمات ذلك الرجل ولا تأخذ طريقها الى.. النشر!! استغرقني شريط مدته ساعة ونصف لتفريغه كاملا اكثر من خمس ساعات حتى.. اهلكني! كان اول وآخر شريط صحافي اقوم بتحويله على الورق في حياتي المهنية.. كلها!! نشرت الموضوع بكامله على صفحتين متجاورتين في «الوطن»، حتى «المفردات العامية» التي استخدمها، وكذلك حركات يديه عندما يريد ايضاح صورة كاملة لما يقوله، و.. احدث نشر الحديث صدى واسعا وردود فعل كثيرة.. ومتباينة! منها، تلك الشائعة التي انطلقت ضد المرحوم «جاسم القطامي» – حول «سالفة غترته وعقاله»، فقيل ان «بومحمد» توعد بـ..«اسقاط النظام السياسي في الكويت مثلما يسقط غترته وعقاله على الارض هكذا»!! في اليوم التالي، جاءني صوته عبر الهاتف – متألما – وهو يقول: «هل سمعت بحكاية الغترة والعقال»؟ قلت له: «سمعت، وسوف اكتب توضيحا لما جرى في تلك الامسية»، فرد بسرعة، «لا داع لذلك، انها بالونة فارغة، اتركها للزمن ليطويها مثلما طوى عشرات الشائعات التي أطلقوها.. ضدي»!! ثم اكمل: «انهم لا يعرفون اننا نهدف الى تغيير واقعنا السياسي بالحب لا بالحرب، بالتفاهم لا بالتقاتل، بالمودة لا بالكراهية»!! «جاسم القطامي» رجل ولد في زمن كان الرجال فيه اندر من الذهب، ومات – ايضا – في زمن كان الرجال فيه أندر من.. الذهب!
٭٭٭
.. إذا كان الرئيس الامريكي «باراك اوباما» لم يستطع – قبل اكثر من سنة – ان يتخذ قرارا حول الاسيرين الكويتيين في معتقل «غوانتانامو» ويصدر امرا رئاسيا بالافراج عنهما، فكيف يستطيع ان يفعل ذلك الآن ولديه – فقط – حوالي اربعة اشهر على نهاية ولايته حيث يحتاج الى دعم المحافظين و..«ايباك» ناهيك عن.. جماعته من الديموقراطيين؟! «لا تنتظروا استجابة لأي مطلب كويتي الا بعد عام من الآن.. ان حدث ذلك»!! اقول قولي هذا لأعضاء الوفد الكويتي الرسمي الموفد الى واشنطن للتباحث حول ذلك الشأن واستغفر الله لي ولهم!
٭٭٭
.. الى عناية الدكتور عبدالرزاق النفيسي مدير عام التعليم التطبيقي:
.. تقوم عمادة كلية التربية الاساسية – هذه الايام – بعمل مقابلات شخصية للمتقدمين للتعيين بوظيفة عضو هيئة تدريس في الاقسام العلمية في الكلية علما بأن معظم اقسامها ليست بحاجة الى اي تعيينات جديدة ومع وجود اعداد اخرى من المبتعثين، كذلك فإن اغلب المتقدمين الجدد لا تنطبق عليهم شروط التعيين اللازمة، وكثير من هؤلاء تم رفضهم من الاقسام العلمية في مرات سابقة! كما ان اللجنة المكلفة بهذه المقابلات و«التعيينات» تشوبها الشوائب وتكتنفها المخالفات! وكل ما ذكرناه مدعم بالتقارير والاوراق والثبوتيات والادلة، فإن شاء الدكتور «النفيسي» الاطلاع عليها، فهي موجودة، وإن «رفع الجام»، فسوف ننتظر تشكيلة الحكومة الجديدة حتى نتعرف إلى وزير التعليم العالي الجديد لنرسلها.. إليه!! ومع خالص الشكر والتقدير!
٭٭٭
.. آخر.. كلمة:
.. الرئيس التونسي «المنصف المرزوقي».. زعلان.. على الحكومة السعودية لأنها ترفض تسليمه الرئيس المخلوع «زين العابدين بن علي»، وهو – حالياً – «زعلان» على حكومته ورئيسها لأنها قامت بـ«تسليم آخر رئيس وزراء ليبي في عهد (القذافي) وهو (البغدادي المحمودي) الى سلطات بلاده الذي كان مسجوناً في.. تونس»!! كيف نفهم هذه المعادلة.. سيادة الرئيس؟!
٭٭٭
.. إلى معالي وزير الأشغال:
.. حتى لا يتكرر الزحام المروري أمام فندق «شيراتون» في الأفراح والليالي الملاح، أتمنى تحويل الساحة الرملية المقابلة له التي تقع بجوار الكوبري – وأسفله – الى مواقف للسيارات تخفيفاً على عباد الرحمن، لكي يخفف الله من أحماله وذنوبه حين يستظـله بظله، يوم لا ظل إلا.. ظله! ومع خالص الشكر والتقدير!
٭٭٭
.. آخر.. كلمة:
.. «أنان» – الموفد الدولي الى سورية – يقول: «حل الازمة السورية في غضون.. سنة»!! عجايب! ولماذا امهلتم صدام حسين ثلاثة أيام فقط ليخرج من الكويت وحشدتم له ألف طائرة من 33 دولة خلال أقل من.. شهر؟! أم ان قدر الشعب السوري المسكين انه لا يملك إلا.. زيتاً زيتوناً و«رز بالفول الاخضر» و.. زنود الست؟! وليس نفطا مثل.. الكويتيين؟!
فؤاد الهاشم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.