جماعة المقاطعة اذا تذكرون اذّونا منذ سنين بقوى الفساد التي تحاربهم، والاعلام الفاسد الذي يزوّر تصريحاتهم ويتولى الهجوم عليهم. وقبل الانتخابات الاخيرة زادوا في هذه الادعاءات وكثروا من الترويج للقصص الخيالية عن محاربة قوى الفساد لهم.. في النهاية كلهم نجحوا.. والاوائل وبمعدلات غير مسبوقة. والذي خسر او سقط في الانتخابات الاخيرة هو القوى الوطنية الديموقراطية.
هذا يعني احتمالين لا ثالث لهما: اما ان جماعة المقاطعة يقاتلون طواحين الهواء، ويحاربون قوى واطرافا خيالية لا وجود لها، وبالتالي صيحتهم وقرقتهم كلها على الفاضي، ولا تتعدى ان تكون تمثيلية هزلية يعيدونها بالادوار نفسها والممثلين الفاشلين انفسهم في كل موسم، هدفها استدرار عطف الناس وجني اصواتهم. واما ان قوى الفساد والاعلام الفاسد عملوا على تنجيحهم ورزهم ولذلك نجحوا بشكل خيالي وفي الواقع مفاجئ. ليس هناك احتمال ثالث، بل الأرجح والواضح ان هناك من عمل بجد وبقدرة فائقة على تنجيح مرشحي المعارضة الجديدة «الجدد»، الذين لا يملكون رصيدا حقيقيا، في حين ان نوابا سابقين يملكون القواعد والخبرة الانتخابية اما سقطوا واما أتوا في مراكز متخلفة بشكل واضح عن العليمية والمبتدئين من جماعة المقاطعة.
لو اخذنا الدائرة الثالثة، وهي بالمناسبة لب المجتمع الكويتي. فهي تمثل كل الشرائح والفئات. في الدئرة الثالثة وفق زعم جماعة المقاطعة فإن قوى الفساد نجّحت مرشحين معينين، او بالتحديد، حسب الزعم، النائب نبيل الفضل والنائب محمد الجويهل. لكن في الدائرة الثالثة ايضا نجح كل مرشحي المقاطعة.. لم يسقط منهم احد القدماء او الجدد عديمي الخبرة والنفوذ مثل محمد الدلال وعبدالعزيز اليحيى الذي اكتسح الجميع او عمار العجمي.. جميعهم نجحوا وتصدروا ايضا.. الغريب ان الذي سقط في الدائرة الثالثة هم مرشحو القوى الوطنية الديموقراطية ــ تماما مثل ما سقطوا في الدائرة الاولى وتخلفوا كثيرا في المراكز في الدائرة الثانية.
الآن اذا كان هناك اناس يفكرون، ويفتهمون ايضا.. هل ناصر الاعلام الفاسد وهل دعمت قوى الفساد جماعة المقاطعة؟.. واذا كان الجواب المتوقع بالنفي، فيبقى التساؤل المشروع اذاً لماذا نجحوا جميعا وبــ «قوة وقدرة من»؟.. ولماذا ايضا سقط المرشحون الوطنيون.. ومن سقطهم؟
عبد اللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق