التساؤل المحق للنائب الفاضل رياض العدساني عن سبب عدم تحديث اسطول «الكويتية» في السابق حتى تقادمت طائراتها، يعيد للاذهان ما حدث عام 2007 عندما قرر مجلس الادارة آنذاك، وكنا احد اعضائه، تحديث الاساطيل الواجبة والمستحقة، فتوالت على المجلس والجهاز التنفيذي الاتهامات المعلبة من بعض النواب مثل «سرقة العصر» و«بوقة القرن» حتى ألغيت الصفقة في وضع غير مسبوق في تاريخ البرلمانات وشركات الطيران في العالم، والتي لم يثبت بعد ان حققت فيها النيابة ان بها سرقة او عمولة قدرها 100 فلس واحدة، ولم نسمع بعملية تأسف واعتذار للشعب الكويتي المالك الحقيقي لـ «الكويتية»!
***
ومعروف ان الطائرات وبعكس السيارات يتم طلبها قبل سنوات عديدة من الحاجة إليها نظرا لفترة الانتظار الطويلة جدا قبل عمليات التسليم، فلماذا لم يتم طلب شراء او تأجير للطائرات خلال الفترة الممتدة من إلغاء تلك الصفقة عام 2007 حتى وصول الادارة الحالية او اخر العام 2012؟ ارجو الا يحتج احد بعذر لن نسمع بمثله في عالم الطيران وفي مشاريع اعادة الهيكلة المماثلة، وهو عذر الخصخصة والتحول من مؤسسة الى شركة «لماذا احتاج الامر الى 6 سنوات؟!» وهو عذر او وضع كوميدي سوداوي، اشبه بمن يرى بحق ان معالجة مريض اسمه جاسم لديه انفلونزا او سرطان يتم عبر تغيير اسمه الى خالد (!)، ان حاجة «الكويتية» لتحديث اساطيلها لا يغير منها شيء على الاطلاق ان كان اسمها «مؤسسة» او «شركة»، فالحاجة الملحة واحدة، ومن لديه حاجة ملحة للطائرات عام 2013 لا ينتظر حتى ذلك العام ليطلبها مما يخلق له 3 كلفات مالية بدلا من واحدة، وهي: كلفة تشغيل الاسطول القديم وكلفة شراء اسطول جديد وكلفة تأجير اسطول كامل يستخدم حتى وصول الطائرات المشتراة التي تبدأ اقساطها بالحلول فور التوقيع حتى التسلم.
***
وكان اول ما عملناه مع قدومنا قبل اشهر قليلة هو البدء الفوري في عمليات الدراسات الفنية والمالية اللازمة وتلقي العروض، وتم اتخاذ القرارات اللازمة من قبل مجلس الادارة ومن الجهات واللجان المختصة بالشراء والتأجير، الا ان الموارد المالية اللازمة لم تصل لاسباب نتركها لأوقات اخرى، وقد تغيرت الاوضاع مؤخرا، وبدأنا نشعر بالدعم اللازم بتوجيهات سمو رئيس مجلس الوزراء، وستتحرك العجلة سريعا الى الامام، ولن نجامل في توجيه الاصابع لمن يحاول عرقلة نهضة «الكويتية» التي انتظرها الشعب الكويتي.. سنوات طوال!
***
آخر محطة: الطيران علم تخصص بحت كالطب والهندسة.. الخ، وضمنه تنقسم الاعطال الفنية المصاحبة بشكل دائم لذلك العالم الى اعطال يمنع التحليق معها وتسمى No go item، ولو قبل بها مهندس او طيار لوجب التحقيق معه ومحاسبته ولربما فصله، لذا لا يقوم بها احد في العادة، في المقابل هناك اعطال فنية تسمى Go item، وينص القانون على السماح بالتحليق معها، ولا توجد في العادة طائرة جديدة او قديمة الا ويحمل كتابها الفني البعض من تلك الاعطال دون تضخيمها والنفخ بها!
samialnesf1@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق