خالد الجنفاوي: “مادة الرياضيات”: أزمة تعليمية مبكرة

كشفت دراسة علمية أميركية جديدة عن أن ضعف بعض التلاميذ والطلبة في مادة الرياضيات يرجع إلى ما تلقوه في مرحلة ما قبل المدرسة. فتمثل مادة الرياضيات أزمة تعليمية مبكرة يواجهها بعض تلاميذ المرحلة الابتدائية ولاحقاً طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية. فيذكر البروفيسور ديفيد غيري, أحد المشاركين في الدراسة والتي اجراها فريق متخصص في علم النفس من جامعة “ميزوري” الأميركية: ” إظهار أطفال ما قبل المرحلة المدرسية ضعفاً في تقدير عدد الأشياء في مجموعة معينة سيعرقل قدرتهم في استيعاب القيمة الرمزية للأرقام وكيف ترتبط ببعضها.” ويشرح البرفيسور غيري أن “الوالدين يمكن لهما المساهمة في تطوير المهارة الحسابية لدى الطفل عن طريق لفت انتباهه وبشكل متواصل خلال الحياة اليومية حول الكميات والأرقام.” فالتحدث الى الأطفال حول العالم الخارجي بلغة الأرقام يمكن أن يساهم في تهيئة الأطفال لتعلم الرياضيات في المراحل العمرية اللاحقة” (نقلاً عن “يوريكا” 14-8-2013).
أعتقد أن كابوس مادة الرياضيات لدى بعض التلاميذ والطلاب يبدأ قبل دخولهم المدرسة. فالاهل يستطيعون مساعدة أبنائهم وبناتهم في التغلب على ما سيواجهونه من صعوبة في فهم واستيعاب مادة الرياضيات. رغم أننا نعيش حالياً في “عالم رقمي” لكن بالنسبة الى البعض تبقى مادة الرياضيات غصة في الحلق يصعب تجاوزها بسبب ما حدث في مرحلة الطفولة.إضافة إلى ذلك, يساهم مدرس الرياضيات في المرحلة الابتدائية في تطوير القدرات الذهنية للتلاميذ الصغار على التعامل مع مادة الرياضيات بشكل محبب وإيجابي. و ربما يؤدي تعسف وقسوة بعض مدرسي الرياضيات الى تخويف صغار السن من المادة: حيث تمثل طرق التدريس المتبعة في مادة الرياضيات الأساس التربوي المؤثر في مدى فهم وإستيعاب الطلبة لهذه المادة المهمة.
وأتذكر شخصياً أحد مدرسي “الحساب” أو الرياضيات في بداية السبعينات من القرن الماضي. حين كان تعامله الجاف وأحياناً تعذيبه البدني لبعض صغار السن عن طريق الضرب بالعصا أو وضع قلم رصاص بين أصابع الأطفال الأبرياء والضغط على أياديهم حتى يكادوا يغشون من الألم, فلقد أدى ذلك إلى ترسخ رهبة وخوف لدى بعض التلاميذ من مادة الرياضيات!
ولكن أعتقد أن الوالدين مسؤولان بشكل مباشر عن تشجيع أطفالهم على إستيعاب مادة الرياضيات عن طريق لفت انتباههم الى اهمية الأرقام في حياتنا اليومية. فاستعمال لغة الأرقام في الحياة اليومية سيؤدي إلى تشجيع الطفل على البحث عن المقاربات العددية وتطوير مهاراته الحسابية.

كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.